رضوان حمزة… الى المجد الساكن


استوى الفارس على صهوة غيابه؛ هكذا رحل رضوان حمزة بهدوءٍ لطالما عوّدنا عليه في لجّة حضوره. ذلك المنشغل حدّ الولع بكيفية تطوير برامج إذاعة “صوت الشعب” وبقضايا الثقافة والفن لبنانياً وعربياً، لا سيما المسرح، الذي عرفه كثيرون من خلال إطلالاته التمثيلية مع زياد الرحباني في أمسيات موسيقية وفنّية عدّة، استعاد ظلّه، تاركاً ذلك الأثر الدامغ خلفه، متّجهاً نحو ضوء الأفق بوجهه الباسم.

1621739_10153704997140702_1130040146_n
  • Facebook
  • Twitter
  • Google+
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Gmail
  • VKontakte
الذكريات معه مرتبطة أيضاً في جانبٍ آخر بالأديب والمناضل محمد دكروب، وكلٌّ منهما طريفٌ، موغلٌ في شغفه بالحياة، أسطورةٌ لا تبغي الظهور والتباهي. اجتمعنا مراراً. الذي يعرف الوجه الآخَر لشخصين بارزين معرفياً يتأثّر حتماً. رضوان كان يجيد الإصغاء ويتأنّى في القول والكلام. كان يشرب يومياً نخب العالم المرجوّ الذي يمثّل فيه الإنسان قيمةً عُليا وتسوده العدالة. كل مَن يؤمن بالتقدّم والتغيير والحرّية والكرامة الإنسانية والعدل كان لا بدّ أن يلتقي ورضوان خلال بحثه عن فَيْء المعنى، أو خلال تواجده في الإذاعة بوصفه ضيفاً أو زائراً أو عاملاً… رضوان حمزة يبقى كبيراً. انسحابه مهيبٌ، لا سيما تزامناً ورحيل القائد كمال البقاعي. هناك فراغٌ موجعٌ اليوم على امتداد الوطن ومع ذلك فإنّ القيَم التي جنحا إلى إحيائها لا تموت والعطاء الذي كلّل مسيرة كلٍّ منهما قد أزهر ولا بدّ للتاريخ أن ينصرهما، وللأجيال القادمة أن تستكمل هذا المسار الزاخر المتوّج بالشمس… رضوان حمزة رئيس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع طليعيٌ لا يتكرّر، يختم رحلته بالسلام والمجد الساكن.

وُلد رضوان حمزة عام 1959. نشأ في منزلٍ في منطقة زقاق البلاط. المشهد الأول الذي أثّر به تمثّل بالفقر، حين شاهد طفلاً يحمل سلّةً على ظهره مربوطة بحبالٍ على جسمه، من أجل لقمة العيش. في بيتٍ نبيلٍ ترعرع، وكان يكتب على الحيطان أبياتاً شعرية للمتنبّي.

0034
  • Facebook
  • Twitter
  • Google+
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Gmail
  • VKontakte
بعد المرحلة الثانوية، قرأ طاغور، وأضاع سنتين بين دراسة الفلسفة والحقوق، ثم دخل معهد الفنون من العام 1982 حتى 1985 حيث تعرّف إلى الكبير الراحل يعقوب الشدراوي، والمخرجيْن روجيه عساف ورئيف كرم، إضافةً إلى نقولا دانيال وسهام ناصر… التنوّع في هذه الدائرة المعرفية المسرحية أمست مختبره. كانت الحركة المسرحية في ذلك الوقت قوية جداً فصار يشارك في أعمالٍ ويشرك زملاءه في أعماله…

عمل رضوان حمزة في حقل الصحافة وصار عضواً في نقابة الممثّلين، ثم أمين سر هذه النقابة وملمّاً بكل أبعاد هذه المهنة فنّياً وإبداعياً وعمليّاً. يقول إنّه حاول ترجمة العمل النقابي إلى مكاسب للممثّلين: “بدأنا نعمل على إيجاد قانون مهنة أسوةً بالدول المتقدمة إلى أن توصّلنا إلى صندوق تعاضد وقانونٍ مهنيّ، كما تمكّنا مع صلاح تيزاني (أبو سليم) وميشال تابت من شراء دار نقابة للممثّلين في منطقة بدارو”.

المخرج رضوان حمزة عاصر الكبار فأصبح ممثلاً ومخرجاً قديراً. أعماله تعكس قضايا الناس والوطن والإنسانية. كان يعدّ رضوان نفسه من مؤسّسي إذاعة «صوت الشعب» ويعلن عن ذلك في تصريحاته الإعلامية.
من أعماله الأخيرة “الرسولة” (حين أراد مدير البرامج في “صوت الشعب” جلب الشِّعْر إلى المسرح).

له العديد من المشاركات التمثيلية في المسرح مع المخرجين: يعقوب الشدراوي، ورئيف كرم، وسهام ناصر، ونبيل الأظن، وزياد الرحباني.
شارك في بعض الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، كما شارك في مهرجانات عديدة للمسرح عربياً ودولياً.

هالة نهرا

(نقلا عن ( بوسطجي

 

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!