بطولة كأس أوروبا تضع الاستخبارات الفرنسية وداعش على المحك


انطلقت بطولة كأس أمم أوروبا في باريس للفترة من 10 يونيو ـ 10 يوليو 2016، وسط احتفالات بهيجة في العاصمة الفرنسية باريس قرب برج «ايفل» والتي افتقدها الفرنسيون كثيرًا في أعقاب تفجيرات باريس 13 نوفمبر 2016 الإرهابية. أما منطقة برج إيفل فكانت أكبر منطقة مشجعين على مساحة 130 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة ثلاثين ملعبا لكرة القدم، ووضعت فيها ثماني شاشات عملاقة وشاشة هي الأكبر في فرنسا على الإطلاق بمساحة 420 م مربع. ومن المتوقع يصل عدد الحضور الى أكثر من سبعة ملايين شخص إلى المناطق المخصصة للمشجعين خلال البطولة.

الحكومة الفرنسية من جانبها اعلنت عن نشر اكثر من 90 الف رجل امن، لتأمين مباريات البطولة، وأكثر من 77 ألف شرطي ودركي، و13 ألف رجل أمن خاص ، فضلا عن عشرة آلاف جندي  منتشرين منذ  عام 2015   لمكافحة الارهاب ولتأمين مباريات البطولة. ولكن رغم ذلك يقول رئيس المخابرات الفرنسية بان تهديد تنظيم داعش يبقى قائما.  اما “هانز غيورغ ماسن” رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني فيقول بأن تنظيم داعش يضع نصب عينيه بطولة أوروبا لكرة القدم 2016. وكشفت التقارير ايضا بان الاستخبارات الفرنسية طلبت تعاون مخابرات من خارج دول الاتحاد الاوربي منها الجزائر وكذلك المملكة المغربية وربما اجهزة استخبارات اخرى، لتزويد فرنسا حركة المشتبه بهم عبر المطارات، خاصة ان الجالية المسلمة في فرنسا غلبيتها من اصول مغاربية.

 

images_019142562_30300
  • Facebook
  • Twitter
  • Google+
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Gmail
  • VKontakte

تحذيرات استخبارية

وفي باب التحذيرات، فقد حذرت بعض الدول الاوربية رعاياها الراغبين بالتوجه إلى فرنسا من مخاطر وقوع  اعتداءات إرهابية  خلال مباريات كأس الأمم الأوروبية ابرزها بريطانيا والولايات المتحدة.  واعتبرتا بأن الملاعب ومناطق المشجعين وأماكن نقل وقائع المباريات ووسائل النقل العام هي أهداف محتملة لاعتداءات إرهابية.

وفي باب جهود مكافحة الارهاب، أعلنت الأجهزة الأمنية الأوكرانية  يوم 07 يونيو 2016 القبض على رجل فرنسي ومتواطئ  اخر معه كانا يخططان لشن هجمات على أهداف فرنسية قبل وأثناء بطولة اليورو 2016 لكرة القدم، التهديد هذه المرة مرتبط باليمين المتطرفوليس تنظيم داعش ، وكانت بحوزتهما  125 كغم من مادة TNT المتفجرة  .

 

574e972f791b9
  • Facebook
  • Twitter
  • Google+
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Gmail
  • VKontakte

داعش يترصد باريس

وحسب مصدر مطلع على التحقيقات الجارية مع محمد عبريني، المشتبه بانتمائه لتنظيم داعش، والذي تبنى هجمات العاصمة الفرنسية باريس والعاصمة البلجيكية بروكسل، بأن الخلية سعت لاستهداف دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2016 الذي تستضيفه فرنسا، لكن استبدلته في مطار بروكسل خلال شهر مارس 2016. وكشفت تحقيقات خلايا باريس وبروكسل، عن العثور على حاسوب مرمي في القمامة في اعقاب تفجيرات بروكسل مارس 2016، وهو لاثنين من مهاجمي بروكسل. في الحاسوب، هناك ملف صوتي لمحادثة بين نجم العشراوي، صانع القنابل لهجمات باريس وبروكسل، وعميل رفيع لداعش في سوريا. في المحادثة، هما يناقشان هجمات إضافية محتملة في بلجيكا وفرنسا.

 

النتائج

  • تأتي بطولة كاس اوربا وسط ظروف امنية غير اعتيادية تعيشها فرنسا ودول اوربا، في اعقاب حالة الطواريء التي تشهدها فرنسا لحد الان في اعقاب تفجيرات باريس الارهابية وكذلك تفجيرات مطار بروكسل. التهديدات ضربت بتداعياتها على الاقتصاد في فرنسا خاصة قطاع السياحة، ماعدا ذلك ان حالة التاهب التي استغرقت اشهر طويلة نتج عنها استنزاف الى طاقات فرنسا الامنية مما جعلها تنشر قوات الجيش وتستعين ايضا باجهزة امن اوربية واقليمية.
  • التنظيم فقد الكثير من قدراته اللوجستية، وربما غير قادرا على تنفيذ عمليات واسعة، لكن رغم ذلك يبقى احتمالات حدوث عمليات ارهابية ضمن امكانيات ذاتية فردية قائما، فهنالك اجماع لدى خبراء الامن والاستخبارات بانه لايوجد امن مطلق.

ان بطولة كاس اوربا من شانها تكشف قدرة الحكومة الفرنسية واجهزتها الاستخبارية على مواجهة  تهديدات تنظيم داعش وتأمين مناسبة رياضية بهذا الحجم. من جانب اخر ان الحدث سوف يكشف ايضا مدى قدرة داعش على التحرك وسط امن منضبط في دول اوربا، وهل هو قادر فعلا على تنفيذ عمليات ارهابية رغم التدابير الامنية.

 جاسم محمد

*باحث في قضايا الارهاب والاستخبارات

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!