روسيا : الخطة التركية بدون أسس قانونية


فادي نصار

 

 

بالغ الاعلام كثيراً في الحديث عن معركة الرقة، وعن حجم القوات (أكثر من 12 ألف مقاتل)، فيما تقول المصادر أن الواقع غير ذلك، وتنضوي تحت راية المعركة المزعومة، كل من القوات الكردية، المقاتلون العرب، بعض الفصائل من أبناء العشائر ومقاتلون سابقون في الجيش الحر، وهم بمثابة رأس الحربة في المعركة، والجديد اليوم هو ظهور الخبراء الأميركيين الموجودين بشكل علني، وكانت هذه القوات قد أعلنت منذ يومين، أن هدف القوات المحتشدة في “سد تشرين” سيكون شرقي الفرات، وتحديداً مدينة الطبقة، في ريف الرقة الجنوبي الغربي. الا انها اليوم تحت خط نار جديد باتجاه منطقة منبج، ربما تسعى من خلاله إلى قطع الامدادات التركية عن المنظمات الارهابية.

في هذه الاثناء، أكّد الناطق باسم “قوات سوريا الديموقراطية” العقيد طلال سلو، أن “هدف الحملة واضح، وهو تحرير كامل ريف الرقة الشمالي، وصولاً للأطراف الشمالية للمدينة، بهدف تضييق الخناق على (داعش)”، لافتاً إلى أن “الحملة تسير كما هو مخطط لها، وأن أي معركة تطلق باتجاه منبج أو ريف حلب الشمالي، سيعلن عنها رسمياً”.

مضيفاً “أن كل ما حصل في الرقة لم يتعدَّ الإطار الإعلامي، والغارات الجوية، والحرب النفسية على التنظيم، الذي سارع لفتح معركة مارع لخلط الأوراق”.

من ناحية اخرى أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو امس، أن انقرة تعرض على واشنطن القيام بـ”عملية مشتركة” ضد الجهاديين في سوريا، لا تشارك فيها القوات الكردية التي تعتبرها ارهابية، فيما هي من وجهة نظر واشنطن حليفة لها، والخطة التركية التي أعلنها أوغلو، تتضمن تنفيذ “عملية مشتركة ضد الجهاديي” من دون مشاركة القوات الكردية. وتعتمد على تدعيم “القوات السورية العربية المعارضة” بقوات خاصة من تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في تحالف، رأى جاويش أوغلو أنه يستطيع بسهولة السيطرة على الرقة. كذلك، أوضح الأخير أن الحديث مع الأميركيين يتركز على “إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن… وفتح جبهة ثانية”، معرباً عن أسفه للتأخير في تسليم الولايات المتحدة منصات صواريخ خفيفة لبلاده، لنشرها على الحدود. ووصف الدعم الأميركي للقوات الكردية بأنه خطير جداً.

بدوره، أشار المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموس، إلى أن أولوية بلاده هي “حماية المنطقة الممتدة بين بلدتي مارع وجرابلس”، مؤكداً عقب اجتماع للحكومة أن بلاده “مصممة على القيام بكل ما يلزم لحماية هذا الخط من الجماعات الإرهابية”.

من جانبه نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أعلن أن اقتراح أنقرة “ليس له أي أسس قانونية”، وستمثل العملية تدخلاً في شؤون دولة ذات سيادة.

فيما ذكرت صحيفة “ستار” المؤيدة للحكومة التركية أن إردوغان اتهم موسكو، خلال كلمة للصحافيين على متن طائرته بعد زيارة لإقليم ديار بكر جنوب شرقي البلاد، بنقل أسلحة إلى حزب “العمال الكردستاني” عن طريق العراق وسوريا. ونسبت الصحيفة إلى اردوغان قوله: “في هذه اللحظة يستخدم الإرهابيون مدافع وصورايخ مضادة للطائرات أرسلتها روسيا. المنظمة الانفصالية الإرهابية لديها هذه الأسلحة التي سلمت لهم عن طريق سوريا والعراق”.

وفي المقلب الأخر، رأى بوغدانوف أنّ استقالة كبير مفاوضي (الهيئة العليا للمفاوضات) وممثل “جيش الإسلام” محمد علوش، ستؤثر بشكل إيجابي على مباحثات جنيف. وقال في مؤتمر

صحافي: “إن هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون موقفاً غير بنّاء على الإطلاق”. إلى ذلك، قال المتحدث باسم “الهيئة”، سالم المسلط، إنّ الهيئة ستجتمع خلال العشرة أيام المقبلة، لتحديد من سيمثلها في الجولة المقبلة من المباحثات بعد استقالة علوش.

ويأتي ترحيب موسكو باستقالة علوش بعد أيام على إعلان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، استمرار الخلاف مع روسيا حول عدد من النقاط، بينها تشكيلة الوفد المعارض، خصوصاً أن الجانب الروسي اعترض مرات عديدة على تمثيل “جيش الإسلام” في وفد الرياض، وطالب بضمّه و”حركة أحرار الشام” إلى قائمة التنظيمات المصنفة إرهابية دولياً.

فيما لا تزال أرتال التنظيمات المعارضة المدججة بالسلاح والعتاد، تتوافد الى مدينة الطبقة، لتتحصن في ملاجىء وخنادق، كان الجنود في الجيش العربي السوري قد حفروها، يراقب خبراء البنتاغون، الميدان ويدرسون ويخططون، فهل تولد من هذه المراقبة خطط تودي بوجود التنظيمات الارهابية على ضفة الفرات، ويتحول التهويل الاعلامي لمعركة الرقة، الى حقيقة ميدانية، بانتظار ذلك لا يزال الجيش التركي مرابضاً على بعد سبعمئة متر من خط الحدود السورية.

 

 

Author: Faddi Nassar

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!