الشرط ذاته الذي يصر عليه في كل مؤتمراته الصحفية وزير خارجية السعودية عادل الجبير (خروج الرئيس بشار الاسد من الحل السوري) كان سبباً في انفراط عقد ما يسمى معارضة الرياض “الهيئة العليا للمفاوضات” بعد ان اعلن كبير المفاوضين فيها ، عضو المكتب السياسي في “جيش الإسلام” محمد علوش انسحابه من منصبه واستقالته من “الهيئة”، واصفاً قراره بأنه “احتجاج على المجتمع الدولي… كون الرغبة الحقيقية في إنهاء معاناة الشعب السوري غير واردة لديه بشكل جدي”.
الى ذلك، هدد رئيس الوفد أسعد الزعبي بالاستقالة أيضاً من منصبه، وذلك وسط أنباء عن اجتماع لـ “الهيئة العليا للمفاوضات” في العاصمة السعودية الرياض بهدف إعادة هيكلة الوفد.
لم يتضح بعد حجم التغييرات التي ستجريها السعودية في وفدها، الا أنه من المرجح أن هذه التغييرات كان ستطاول علوش، الذي أعلن في بيان نشره على حسابه الرسمي على “تويتر” انسحابه من منصب كبير المفاوضين في الوفد، كما قدم استقالته من الهيئة العليا للمفاوضات، كاشفاً أنها المرة الثانية التي يتقدم بها بالاستقالة. وبرر ذلك في البيان ذاته قائلاً “إن سبب
الاستقالة هو “إصراره مع زملائه على التمسك بثوابت الثورة وتحقيق انتقال سياسي لا وجود لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد فيه”.
وتسربت أنباء أن “الهيئة العليا للمفاوضات”، التي عقدت مساء أمس اجتماعاً مطولاً في العاصمة السعودية، كانت تستعد لاتخاذ جملة من القرارات، تصب في خانة إعادة هيكلة وفد الرياض، بعد كثرة المآخذ والاعتراضات على أدائه، وتصريحات بعض المسؤولين فيه. وعلى رأس المرشحين للعزل رئيس الوفد أسعد الزعبي. وقد أكد العديد من النشطاء صدور قرار بإقالته، إلا أن الزعبي نفى في حديث متلفز استقالته، لكنه أكد أنه في حال صحة استقالة علوش فسوف يقدم استقالته، وسيكون الثاني بعده.
بعض المحللين السياسيين يرون ضغوطاً دولية تدور في فلك التفاهم الروسي – الأميركي، إضافة الى إصرار موسكو على استبعاد بعض الفصائل عن المفاوضات السياسية لارتباطها بالإرهاب، وكذلك على إعطاء تمثيل لمنصتَي موسكو والقاهرة ضمن وفد المعارضة في محادثات جنيف. قد أدت الى الاطاحة بعلوش وربما ستفتت الوفد باكمله، وقد رأت بعض المصادر أنه بالاضافة الى الموقف الروسي المتشدد من قضية وجود الرئيس الاسد، واستبعاد بعض الفصائل الارهابية من المفاوضات، الا أن ذهاب الزعبي في تصريحاته الأخيرة بعيداً في انتقاد موسكو وواشنطن، واتهام “وحدات حماية الشعب” الكردية، المتعاونة مع الولايات المتحدة، بالخيانة والعمالة، هذه التصريحات تصب في خطابات اردوغان الاخيرة التي يتهم فيها الولايات المتحدة بدعم الاكراد، وتصريحاته هذه ربما تطيح به هو الآخر.
هذا وقد بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي، مع نظيره الأميركي جون كيري، اقتراحات موسكو حول تنفيذ عمليات مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية، والجماعات التي لا تلتزم نظام وقف إطلاق النار في سوريا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن “لافروف شدد مجدداً على ضرورة الإسراع في إغلاق الحدود السورية مع تركيا، من
حيث يتسلل المقاتلون، وتنفيذ وعد واشنطن بفصل الوحدات المتصلة بواشنطن من المعارضة السورية عن الإرهابيين من جبهة النصرة، التي لا تشملها الهدنة.
وأضاف البيان: “اتفق لافروف وكيري على ضرورة التوصل لتنفيذ قرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا، وقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بشأن الأزمة السورية. كما اتفقا على تفعيل العمل مع سائر الأطراف السورية والدول المعنية بهدف التوصل للتنفيذ الفوري لقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254 و2268”.
ميدانياً، لا تزال الاشتباكات العنيفة تدور بين مجموعات مسلحة وعناصر “داعش” في مارع وحولها. وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”، في بيان، إن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المجموعات المسلحة وعناصر “داعش” على أطراف مارع، بعد يوم من اقتحامها، وفي محيط القرى التي سيطر عليها التنظيم. وتبعد اقرب نقطة اشتباكات في منطقة كفركلبين نحو خمسة كيلومترات عن اعزاز.
وفي محافظة الرقة، تواصل طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعماً لهجوم بدأته “قوات سوريا الديموقراطية” الثلاثاء الماضي. وتقع خطوط المواجهات راهنا في مناطق زراعية تكاد تخلو من المدنيين، في وقت يمنع “داعش” سكان البلدات تحت سيطرته شمال مدينة الرقة من النزوح.
بدأت تسقط أوراق التوت، واصبحت تصريحات قادة معارضة الرياض، تشبه الى حد بعيد تصريحات الاتراك، فهل بدأ الضغط الروسي يأخذ مفعوله عند الأميركيين وربيبتهم السعودية، وهل ننتظر المزيد من الانتصارات الروسية على الساحة السورية؟