في تطور بارز وهو الاول منذ اندلاع الازمة السورية في آذار 2011 وبعد وصول الجيش السوري الى الحدود العراقية – السورية، أفادت وسائل الإعلام السورية أنه تم فتح الطريق على الحدود السورية العراقية وبدأت الشاحنات تعبر، لأول مرة منذ سنوات، إلى الداخل العراقي بعد إزالة الساتر الترابي على الحدود العراقية.
ونقلت وسائل الإعلام السورية عن مصدر عسكري قوله إن الجيش السوري والقوات الرديفة تمكن من الوصول إلى الحدود العراقية حيث يجري العمل حاليا على إزالة كل الألغام والمفخخات التي خلفها إرهابيو داعش في الصحراء تمهيدا لفتح حركة العبور بشكل كامل بين العراق وسوريا.
ولفت المصدر إلى أن الجيش السوري تمكن من «تنفيذ مهامه وتنظيف نحو 20 ألف كيلومتر مربع خلال أربعة أسابيع عبر الانطلاق من المحور الأساسي وهو محور السين التنف ومحور ثان هو «الناصرية المحسة بصيرة العليانية الهلبة جبل عش غراب إشارة الوعر» والوصول إلى الحدود السورية -العراقية حيث توجد وحدات الجيش.
وكانت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء تمكنت في التاسع من هذا الشهر من الوصول إلى الحدود السورية مع العراق شمال شرق التنف في عمق البادية السورية.
هذا وأكد المصدر العسكري أن الهدف النهائي لعملية القوات في البادية هو تطهير كامل البادية السورية من إرهابيي تنظيم «داعش» والوصول إلى دير الزور وفك الطوق عن المحافظة التي يحاصرها التنظيم منذ سنوات.
في سياق متصل يواصل الجيش السوري والحلفاء عملياتهم في ريف حمص الشرقي على امتداد الصحراء الشرقية حيث أحرزت القوات تقدما على محور «آراك» باتجاه حقل «آراك» النفطي و منطقة «السخنة» أبرز معاقل داعش في المنطقة بعد إحكام السيطرة على تلال ونقاط استراتيجية .
كما حرر الجيش أمس مساحات واسعة شمال منطقة «طفحة» شمال شرق مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي.
بالمقابل أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده ستتخذ كافة التدابير لحماية قواتها في سوريا.
وأضاف ماتيس أن القصف الأميركي للقوات الحكومية السورية كان «دفاعا عن النفس».
وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لن يقف حجر عثرة بين الدوحة وموسكو، لأن الاختلافات لا تلغي هدفهما المشترك وهو تخفيف التوتر في سوريا.
وقال الوزير القطري في حديث لصحيفة «فيدوموستي» الروسية «(بشار) الأسد لن يقف بين روسيا وقطر، فلدينا هدف مشترك في المدى القريب يتمثل في نزع التوتر».
وأضاف آل ثاني «سنبقي دائما على الحوار مع روسيا، لأن تسوية الأزمة السورية تتطلب تعاون جميع الأطراف. كلا بلدينا يحتاج إلى سوريا موحدة ضمن حدودها الحالية، ليس إلى سوريا مقسمة، وأولوياتنا المشتركة هي تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة».
مع ذلك، أكد الوزير وجود اختلافات مع روسيا حول طرق تحقيق الاستقرار بسوريا، لافتا إلى أن الدوحة لا تعترف بحق الأسد في الترشح بالانتخابات والبقاء في السلطة حال فوزه فيها.
وكانت موسكو أشارت إلى أهمية دور قطر ودول الخليج الأخرى في عملية التنسيق في محادثات أستانا، التي توصلت في مطلع أيار إلى اتفاق حول إنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سوريا، من جانبها، أعربت الدوحة عن دعمها لمحادثات أستانا بوصفها إطارا لإيجاد تسوية في سوريا.
«داعش» يستعيد أحياء شرق مدينة الرقة
في المقابل استعاد تنظيم «داعش» أغلب الأحياء التي خسرها وسط وشرق مدينة الرقة بعد أن سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية إثر اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية امس، إن «داعش استعاد شارع 23 شباط وشارع سيف الدولة والمنصور وسط المدينة، وأن قوات سوريا الديموقراطية تراجعت إلى منطقة السور الأثري شرق المدينة على أطراف حي الصناعة».
وأشار السكان إلى أن ذلك جاء بعد قيام عناصر تنظيم داعش بالالتفاف من جهة نهر الفرات جنوب المدينة واستعادة الأحياء التي انسحبوا منها ليلا.
وأكد السكان أن عددا كبيرا من قوات سوريا الديموقراطية سقطوا بين قتيل وجريح، كما تم أسر البعض منهم من قبل التنظيم.
هذا وكانت قوات سوريا الديموقراطية قد سيطرت أمس على أحياء وسط وشرق مدينة الرقة بشكل كامل أمس، وسط أنباء من سكان محليين عن انسحاب عناصر داعش من تلك الأحياء نحو دير الزور.
يذكر أن قوات سوريا الديموقراطية وفصائل معارضة سورية أخرى كانت قد بدأت عملية تحرير الرقة في السادس من الشهر الجاري.