كوريا الشمالية ترعب جيرانها.


في أقل من شهر قامت كوريا الشمالية بتجربتين لاطلاق صواريخ بالستيًا، تجارب صاروخية مستمرة وسط انتقادات دولية، ولكن من الواضح أن التجربة الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية اليوم الإثنين، مختلفة عن جميع التجارب السابقة، حيث إن بعض الصواريخ سقط في “المنطقة الاقتصادية لليابان”.

كوريا الشمالية وأختبار سياسة ترامب

منتصف شهر فبراير الماضي، قامت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخًا بالستيًا باتجاه بحر اليابان، حيث قالت هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية، أن الصاروخ تم إطلاقه صباح اليوم من منطقة بانج هيون بإقليم نورث بيونجان.

وأضافت هيئة الأركان المشتركة أنه لم يتم بعد تحديد مسار الصاروخ أيضاً، واعتبرت كوريا الجنوبية حينها أن التجربة الصاروخية “استفزازا” لاختبار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

وكان صاروخ كوريا الشمالية متوسط المدى هدد كوريا الجنوبية واليابان والقواعد الأمريكية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.

ترامب يرد

قال حينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، “أريد فقط من الجميع أن يفهم ويعرف تماماً أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء اليابان. إنها حليف كبير”، كما تعهد ترامب بالرد “بشدة” على كوريا الشمالية.

أما آبي، فقال من منتجع ترامب  إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ عمل “لا يطاق على الإطلاق”، وأشار رئيس الوزراء الياباني إلى أن بيونغ يانغ يجب أن تمتثل لقرارات مجلس الأمن.

الجيش الأمريكي

قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إن الجيش الأمريكي رصد التجربة الصاروخية وحدد أنها كانت لصاروخ باليستي متوسط المدى.

وقالت الوزارة في بيان لها “رصدت أنظمة القيادة الاستراتيجية الأمريكية وتتبعت ما نقيم أنه إطلاق صاروخ كوري شمالي وقع قرب مدينة كوسونج الشمالية الغربية”.

وقال البنتاجون إن قواته “تبقي على اليقظة في مواجهة استفزازات كوريا الشمالية وتلتزم تماما بالعمل عن كثب مع جمهورية كوريا والحلفاء اليابانيين للحفاظ على الأمن”.

مجلس الأمن

دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع تجربة كوريا الشمالية  وهدد باتخاذ المزيد من “التدابير المهمة” بحق بيونغ يانغ.

ووافق جميع أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم الصين التي تعد الحليفة الأساسية لكوريا الشمالية، على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة ووصفت فيه التجربة الصاروخية بأنها “تشكل انتهاكاً خطيراً” لقرارات الأمم المتحدة.

ويأتي قرار مجلس الأمن بعد إدانات من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب بالتعامل مع كوريا الشمالية “بشدة بالغة”.

كوريا الشمالية ترعب العالم مجددًا

تجارب صاروخية باليستية جديدة أجرتها كوريا الشمالية صباح اليوم الإثنين، حيث لاقت هذه التجربة موجة شديدة من التنديد الدولي، لا سيما أن بعض الصواريخ سقط في “المنطقة الاقتصادية لليابان”.

وأصدرت الخارجية الأميركية بيانا “تدين فيه بشدة” التجربة الصاروخية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن “الولايات المتحدة تدين بشدة إطلاق كوريا الشمالية صواريخ بالستية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي”.

ومن جانبه، انتقد القائم بأعمال رئيسة كوريا الجنوبية هوانغ كيو- آن تجارب بيونغيانغ، وقال إن هذا العمل يمثل “تحديا سافرا للمجتمع الدولي واستفزازا خطيرا.”

وكانت القوات اليابانية والأميركية رصدت إطلاق كوريا الشمالية 4 صواريخ سقطت 3 منها على مسافة 300- 350 كيلومتر من الساحل الشمالي والغربي لليابان، التي تعرف بالمنطقة الاقتصادية لليابان.

احتجاج ياباني

أوضح رئيس الوزراء الياباني شنزو آبي إن طوكيو قدمت “احتجاجا قويا” لكوريا الشمالية بعد إطلاق الصواريخ.

وقال آبي للصحفيين في مقر إقامته إن” أحدث عملية إطلاق لصواريخ باليستية تظهر بوضوح أدلة على وجود تهديد جديد من كوريا الشمالية”.

وكان الجيش الكوري الجنوبي قد قال إن الصواريخ أُطلقت من منطقة تونغتشانغ-ري حيث توجد قاعدة للصواريخ، فيما يبدو أنه رد من كوريا الشمالية على التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة التي بدأت الأسبوع الماضي.

وهددت كوريا الشمالية باتخاذ “إجراءات انتقامية قوية”، بعد أن بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات عسكرية مشتركة الأربعاء الماضي.

وانتقدت بيونغيانغ هذه التدريبات السنوية ووصفتها بأنها استعداد لحرب ضدها.

وقال هوانج كيو-أهن القائم بأعمال رئيسة كوريا الجنوبية، إنه يجب على سول أن تستكمل سريعا نشر نظام دفاعى أمريكى مضاد للصواريخ، بعد أن أطلقت كوريا الشمالية أربعة صواريخ اليوم .

وقال هوانج فى تصريحات أدلى بها فى بداية ترأسه اجتماعا لمجلس الأمن القومى بعد أحدث استفزاز من كوريا الشمالية، “علينا الانتهاء بسرعة من نشر نظام ثاد والحصول على نظام دفاعى ضد الصواريخ النووية لكوريا الشمالية.”

ما هو نظام «ثاد»؟

نظام «ثاد» أو «ترمينال هاي التيتيود إيريا ديفنس»، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض جو، الهدف منها هو حماية كوريا الجنوبية من هجمات كورية شمالية محتملة.

بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، المحادثات لنشر نظام «ثاد» في فبراير الماضي، بعدما أطلقت بيونج يانج صاروخا بعيد المدى، في خطوة اعتبرت تجربة بالستية مموهة.

وتمتلك سول نظامها الخاص الذي يهدف إلى اعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بواسطة قذائف تشبه صواريخ «باتريوت» الأمريكية. لكن صواريخ «ثاد» يمكنها إصابة أهداف على ارتفاع أعلى من ذلك.

وتطلق «ثاد» صواريخ معدة لتدمير صواريخ بالستية في المرحلة الأخيرة من التحليق عندما تكون خارج الغلاف الجوي تماما أو عند اختراقها له.

ويرصد رادار التهديد الوشيك قبل أن تقوم قاذفة قادرة على نقل ستة صواريخ اعتراضية، بإطلاق هذه الصواريخ “القاتلة” التي تستخدم طاقتها الحركية لتدمير هدفها.

تؤكد روسيا والصين، منذ أشهر، أن منظومة «ثاد» ليست ضرورية ونشرها سيرجح كفة التوازن الإقليمي لمصلحة الولايات المتحدة.

ويرى محللون أن الصين تعارض بشدة نشر المنظومة لأنها تعتبرها تهديدا لقوتها للردع النووي. فالرادار القوي جدا في منظومة «ثاد» يمكن أن يستخدم في مراقبة عملياتها لإطلاق الصواريخ.

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!