تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى جلسة الاستماع إلى الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس ماتيس المرشح لمنصب وزير الدفاع في حكومة ترامب في مجلس الشيوخ؛ مشيرة إلى تأكيده لقبه “الكلب المسعور”.
جاء في مقال الصحيفة:
أجرى الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي رشحه دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع في حكومته، تكلم يوم 12 من الشهر الحالي أمام لجنة مجلس الشيوخ لتأكيد ترشيحه لهذا المنصب. وقد حصل هذا الجنرال على لقب “الكلب المسعور” بعد تصريحاته ومواقفه المتشددة من المتطرفين، الذين حاربهم على مدى عشرات السنين.
وقد أكد لقبه هذا خلال جلسة الاستماع أمام لجنة مجلس الشيوخ لشؤون القوات المسلحة، عندما طرح وجهة نظره إزاء المشكلات العالمية، ولا سيما العلاقات مع روسيا. وردا على سؤال لرئيس اللجنة جون ماكين حول تصوراته عن موقف واشنطن من عدوان روسي. قال “الكلب المسعور”: “يجب اتخاذ تدابير متكاملة – اقتصادية، دبلوماسية، وعسكرية، وكذلك العمل مع حلفائنا لضمان الحماية المطلوبة”. وقد أشار ماتيس في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة ليست حاليا بتلك القوة التي يمكنها الوقوف بوجه هذا “العدوان”.
وكان ماتيس قد أشار في إجاباته كتابيا على عدد من الأسئلة، التي نشرت قبل المقابلة في مجلس الشيوخ، إلى أنه حتى في أحلك الأوقات – سنوات الحرب الباردة – كانت واشنطن تتعامل مع موسكو، وقال: “أنا أساند قرار الرئيس المنتخب بشأن التعاون مع روسيا الآن أيضا”.
وبحسب رأي النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) أندريه كراسوف، فإن تصريحات ماتيس تؤكد لقبه “الكلب المسعور”.
اندريه كراسوف
وأضاف كراسوف: “إذا دققنا جيدا، فإن الولايات المتحدة تتصرف دائما كشرطي عالمي، وروسيا كصانعة للسلام. وقول ماتيس إن روسيا تشكل خطرا ليس جديدا. لقد سمعنا هذا من قبل، حين وضعونا في المرتبة الثانية بعد حمى إيبولا، ووضعوا “داعش” في المرتبة الثالثة. هذه أغنية قديمة لإدارة أوباما، الذي لم يحقق أي نجاح في محاربة المنظمات الإرهابية. مع أن هذه المنظمات أنشأتها الولايات المتحدة نفسها. فالجميع يعلم أن دخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان أنجب “القاعدة”، وأن الحرب في العراق أولدت “داعش” و”جبهة النصرة”. نحن نعلم من هو الأب الروحي لهذه المنظمات. وكل الوسائل حاليا جيدة من أجل الحصول على منصب وزير الدفاع. بيد أن الحديث عن روسيا كخطر على الولايات المتحدة هو دليل على قصر نظر. ومع الأسف، فإن ماتيس يكرر أخطاء إدارة أوباما.
ماتيس شدد خلال إجابته على أسئلة اللجنة على ضرورة وجود القوات الأمريكية في دول البلطيق؛ مؤكدا أن روسيا مدمرة لحلف شمال الأطلسي. وقال إن “المسألة المهمة حاليا هي التعرف على الواقع الذي نواجهه، وهو أن السيد بوتين يسعى لتقويض حلف شمال الأطلسي”.
وحول سؤال عن السياسة المستقبلية في منطقة القطب الشمالي، أشار ماتيس إلى أن روسيا توسع وجودها في المنطقة، وأن الرئيس الروسي ينوي بناء قواعد عسكرية في القطب، في حين أن واشنطن لم تشترك بنشاط في هذه الأحداث ولا تهتم بهذه المنطقة؛ ما يؤثر سلبيا في نفوذها في العالم بصورة عامة.
أما بشأن محاربة “داعش” في الشرق الأوسط فقال: لا يكفي “توجيه ضربة إلى المجموعة في مكان واحد، لأن ذلك سيؤدي إلى ظهوره في مكان آخر”. وهذا يعني ضرورة العمل باستراتيجية “الضربة الشاملة” أي محاربته في عمليات التجنيد والتمويل. بهذا الكلام أكد ماتيس موقف الرئيس المنتخب، لكنه لم يشر إلى ضرورة توحيد الجهود في ائتلاف شامل، كالذي تشدد عليه موسكو دائما.