ذا انترسيبت| تسريبات جديدة لرسائل كلينتون تكشف علاقتها الدافئة مع الصحافة


سلطت وثائق استراتيجية داخلية ورسائل البريد الإلكتروني متبادلة بين موظفي مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون الضوء على العلاقات الودية والمفيدة بين أعضاء حملتها الانتخابية  ومختلف وسائل الإعلام الأمريكية، فضلا عن استراتيجيات الحملة للتعامل مع هذه العلاقات.

وقدم هذه  الرسائل الإلكترونية مصدر عرف نفسه جوسيفير 2.0 ، والذي كان مسئولا عن اختراقات كبرى سابقة، بما فيها تلك التي استهدفت اللجنة الوطنية الديمقراطية، وأسفرت عن استقالة مسئولو المراكز الأربعة الكبار.  وزعم مسئولو إدارة أوباما، يوم الجمعة، أن ” مسئولين كبار ” في روسيا متورطين في هذا الاختراق وغيره، على الرغم من أنها لم تقدم أي دليل على هذا التأكيد.

كما تبين هذه الوثائق الداخلية، فإن العنصر الرئيسي في استراتيجية حملة كلينتون هو ضمان أن ينشر الصحفيون المؤيدين لكلينتون الأخبار التي تريد الحملة تعميمها.

وفي بعض الأحيان، لا يصيغ موظفو حملة كلينتون داخليا الأخبار التي يريدون نشرها فقط، بل إنهم حتى يحددون كل تفاصيل الخبر.

وفي وثيقة يناير 2015 الاستراتيجية – التي تهدف إلى تحضير الأخبار حول عملية قرار كلينتون حول ما إذا كانت ستترشح للرئاسة أم لا –  تم توصيف مراسلة  بوليتيكو آنذاك، ماجي هابرمان، التي تغطي الآن أخبار الانتخابات لصالح صحيفة نيويورك تايمز، بأنها “صحفية صديقة” التي تصيغ أخبارًا لصالحهم في الماضي و “لم تخيب آمالهم أبدًا”. وقد أصدر نيك ميريل، سكرتير الحملة الإعلامي ، مذكرة، أوضح فيها بيانات تعريف الوثيقة.

وكشفت تلك الوثيقة الاستراتيجية كيف أن مساعدي كلينتون أوضحوا لـ “هابرمان” كيفية كتابة الخبر بالدقة والتأمل العميق فيما يتعلق بقرار مشاركة كلينتون. وفي الشهر التالي، حين كانت آنذاك في صحيفة التايمز، نشرت هابرمان مقالتين حول عملية التدقيق التي تقوم بها كلينتون. وفي هذا المثال، كانت أخبار هابرمان أكثر تطورًا ودقة وأهمية مما كانت تصوره مذكرة كلينتون.

وذكرت وثائق أخرى من اعتبرتهم الحملة بأنهم “البدائل” الأكثر موثوقية: مثل هيلاري روزين من سي إن إن، ودونا برازيل، فضلا عن رئيس مركز التقدم الأمريكي نيرا تاندين – ولكنها أدرجت أيضًا عناصر تعتقد أنهم ” مساعدين تقدميين” جيدين أو شخصيات محتمل أن تكون صديقة أو متوسطة، وأن من المفيد استهدافهم بالرسائل. وأظهر البيانات الوصفية في الوثيقة البديلة أن جنيفر بالميري، مديرة الاتصالات في الحملة، قامت بكتابة الملف. وكما أكد موقع “انترسبت”  في تقارير سابقة، فقد ظهر العديد من النقاد – ممن تمولهم حملة كلينتون – بانتظام في البرامج الإخبارية دون الكشف عن ذلك وقتها. وتم إدراج العديد منهم على قائمة “البدائل” هذه، والتي تضم كذلك ستيفاني كاتر وماريا كاردونا.

تفضل حملة كلينتون استخدام الحفلات الجذابة الحميمية، البعيدة عن الرسميات، بين كبار مساعدي الحملة والشخصيات الإعلامية الرائدة. وقد تم توصيف إحدى هذه اللقاءات المخطط لها بشكل متقن في مذكرة أبريل 2015 – وفقًا للبيانات الوصفية للوثيقة التي قدمها نائب السكرتير الصحفي جيسي فيرجسون –  والتي تمت قبل الإعلان الرسمي عن ترشح كلينتون. وكانت حفل كوكتيل في يوم 10 أبريل لكبار الشخصيات الإعلامية وموظفي حملة كلينتون في بيت المحلل الاستراتيجي لحملة كلينتون جويل بينينسون، وكان لقاءًا غير رسمي تم فيه الاستعداد للترويج لرسائل الحملة.

واحتوت مجموعة رسائل إلكترونية منفصلة بين موظفي كلينتون (إحداها لم تكن من بين التي قدمها  جوسيفير 2.0 ولكنها ظهرت على موقع دي سي ليكس في وقت سابق من هذا الاسبوع) على خطط منفصلة لاجتماع غير رسمي مع وسائل الإعلام في شهر مايو. وقدمت الحملة الطعام والشراب للصحفيين الذين حضروا الاجتماع، شريطة عدم الإعلان عن أي شيء للجمهور.

لدى جميع حملات الانتخابات الرئاسة صحفيوها المفضلون، في محاولة لنشر الأخبار التي تريدها، كما تحاول بشتى الطرق اكتساب مزيد من الصحفيين في صفها. وبالتأكيد، فهذه الأساليب ليست فريدة من نوعها على حملة كلينتون (ففي عام 2008 غضب الليبراليون عندما ذهب الصحفيون إلى مزرعة جون ماكين في ولاية أريزونا في حفل شواء، وتم حظر النشر عن هذا الحفل). ولكن هذه الطقوس والديناميات بين الحملات السياسية والصحفيين الذين يغطوا أحداث الانتخابات تتم عادة بعيدًا عن الأعين، على الرغم من أهميتها الكبرى. إلا أن هذه الوثائق المسربة توفر لمحة قيمة حول هذه العملية.

ترجمة – بسام عباس

المصدر – The intercept

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!