يتسابق المسؤولون من مختلف المشارب السياسية للتأكيد على ضرورة وصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، وتقديم التسهيلات الضرورية لبلوغ هذا الهدف السامي.
ليس النقاش هنا هل يستحق ذلك أم لا؟ فهو زعيم لفئة لبنانية كما غيره زعيم لفئة أخرى، ولكن النقاش ان التبريرات المساقة من مختلف الأطراف بأنه يمر بأزمة مالية وجودية، ويحتاج هذا الموقع لتحسين ظروفه!
توافق تام على ضرورة مساعدته، سواء للاستفادة منه أو لابتزازه، أو لمعرفة حاجته لذلك، فيصبح البازار أسهل والشروط مرنة أكثر.
منطق المزرعة وأكلة الجبنة، وكأن البلاد لم تمر عليها تجربة أوصلت الدين إلى حدود ٧٥ مليار دولار، حسب الأرقام المدلكة وليس الأرقام الفعلية.
خلال الأشهر القليلة الماضية جرت تلزيمات عدة لمرافق عامة، أو خدمات عامة، هي أشبه بالفضائح المزلزلة، ومرت “على عينك يا تاجر”، دون تسجيل أي اعتراض جدي أو فيتو ممن يستطيعون وضع الفيتو.
كل هذه التلزيمات رست لفئة محددة، وهي واجهة لمن هو متعثر اليوم وقريبه المسؤول اليوم عن الملف السياسي والتفاوض على شؤون الوطن ومستقبل جمهوريته، هو من فاوض وسعر ووضع الأرقام، من النفايات إلى الميكانيك وغيرها، والخرق الوحيد الذي حصل في موقع محدد كان بالتوافق والتساوي.
قبل العهد الجديد وبلوغ الغايات المظفرة، التلزيمات تحسم ولا هم أو عائق من الفضيحة، هل هذا هو النموذج المنتظر؟
أم هي مقدمات فقط؟ القضية الاقتصادية والهموم الاجتماعية أبعد بكثير وأعمق من الصفقات، خصوصا وأن موجات الطرد والتسريح من بعض الإمبراطوريات تتم على قدم وساق، ولا من مهتم أو معني بما يحصل.
النظام “كربج” ووصل الى نهاياته، الاقتصاد معطل ويحتاج معجزة، أو قرارا وإرادة خارج المصالح والمحاصصة، والازمة السياسية في أوجها، والمؤسسات في سبات عميق، بينما نمط الحلول يشبه ما أوصل البلاد الى واقعها الحالي، وجعلها أسيرة استمرار عقلية الحرب فيها.