مبضع الجراح المصري السلفي، وزعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظّواهري،جاء يوم أمس عبرتسجيل صوتي بثته وسائل التواصل الاجتماعي، الظواهري وجه مبضعه الى الثدي السعودي الذي رضع تنظيم “القاعدة” منه عمراً، كما أعّمل ذلك المبضع في تشويه زعيم تنظيم “داعش” معلناً عليه حرباً تكاد تدخل في أطارالتكفير العلني حيث رأى الظواهري أن “إبراهيم البدري (البغدادي) هو وريث الخوارج الذين قتلوا الصحابة وقتلوا الشيخ أبو خالد السوري، وخرج وارثهم في الشام ليعلن أن كل من يخالفهم كافر”.
فقد اتـهم الظواهري السعودية بالوقوف وراء اغتيال القائد السابق لـ “جيش الإسلام” في سوريا زهران علوش والعمل على شق صفوف المجاهدين، فيما اعتبر أن زعيم تنظيم “داعش” ابو بكر البغدادي هو “وريث الخوارج، وكل من بايعه يعد شريكاً له في تكفير المسلمين وسفك دمائهم”.
وأضاف الظواهري،إن “السعودية تعمل على شق صف المجاهدين، وذلك باستدراج البعض للرياض ليوقعوا على وثيقة بقبول التعددية وطرد المهاجرين، ثم يقتلون بعدها زهران علوش، ويسوقون لهم بضاعة فاسدة أسموها الهدنة”، موضحاً أنه خلال “الهدنة المكذوبة لم تتوقف طائرات الروس والبعثيين النصيريين عن قتل المسلمين، وحرق بيوتهم”.
وأشارالى أن “الجهاد في الشام ابتلي بنوعين من المتلهفين على الحكم، النوع الأول كفّر المسلمين والمجاهدين تلهفاً على الحكم، وسبهم وقاتلهم، وأعلن عن خلافة سيئة الإخراج ببيعة المجاهيل وضباط البعث السابقين، والنوع الثاني لهف وراء سراب السعودية ومشيخات الخليج ليصل لأية حكومة، حتى لو خضع فيها لحكم مناضلي الفنادق من حثالة العلمانيين.
وفي معرض ثنائه على أمير”القاعدة” السابق في اليمن ناصر الوحيشي، قال الظواهري إنه كان قد أمره بخطف ديبلوماسيين أميركيين وإيرانيين، وقد أظهر له في ذلك الطاعة، مشيراً الى أنه أرسل رسالة إلى البغدادي طالبه فيها “بإرسال إحصاء المعتقلين والمعتقلات المحكومين بالإعدام ممن هم في قبضة “داعش”، إلا أن قيادة التنظيم لم تستجب وأهملت الرسالة ولم ترد عليها”.
من جهة أخرى، وبانتظار أن تشهد الجولة المقبلة تفاهماً عسكرياً روسياً- اميركياً، حول عمليات يحتمل أن تكون مشتركة ضد “جبهة النصرة”، بالتوازي مع استهداف “داعش”. غابت اليوم أسماء التنظيمات التي كانت تصر موسكو على وضعها تصنيفها بــ”إرهابية” من الجدل القائم منذ أشهر ببين العاصمتين، وبقي الخلاف حول الفصائل التي تعمل في مناطق “النصرة”، من دون ذكر أسمائها.
في غضون ذلك ، أشارت موسكو مؤخراً إلى عدم إمكانية الالتزام بالموعد المفترض في الأول من آب، لإطلاق عملية الانتقال السياسي، في ظل عدم التزام الطرف المعارض (الهيئة العليا للمفاوضات) بدخول المفاوضات من دون شروط مسبقة، الى ذلك صرح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن الفرصة سانحة حتى الأول من أيلول( سبتمبر) المقبل، للعودة إلى المباحثات، مشيراً إلى أن المرحلة أصبحت حاسمة لإيجاد حل يجمع بين عملية الانتقال السياسي ومحاربة “داعش” و”جبهة النصرة”، وأوضح في ختام لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، أن هذا الحل يأتي عبر اتفاق محتمل بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً أن البلدين “أظهرا قدرتهما على الاتفاق، وتحذو الجهات الأخرى حذوهما”.
وأعرب دي ميستورا عن عزمه، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على “تحريك المفاوضات في أسرع وقت ممكن”. ومن جهته، أعرب جنتيلوني عن أمله في أن تتمكن موسكو من “التأثير على العملية الانتقالية التي تعتبر ضرورية لتنفيذ التسوية السياسية للأزمة”، وأضاف قائلاً: “نحن نعرف مدى التأثير الذي يمكن أن تقوم به روسيا على نظام الأسد… ونحن نأمل أنها ستؤكد دورها الحاسم في الساحة الدولية عن طريق تعزيز عملية الانتقال السياسي في سوريا”. أما رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب، فقد أبدى استعداده لاستئناف المفاوضات بشرط تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى ضرورة وضع جدول مسبق للمفاوضات، كون “الهيئة لا تثق بنظام الأسد وروسيا”. وبعدما قال إن الهيئة لا تطرح أي شروط مسبقة من أجل استئناف المفاوضات”، عاد ليؤكد أن “أي عملية انتقال سياسي لا يمكن أن تبدأ دون رحيل الأسد”.
وفي أطار سوري أخر ، شدد الرئيس السوري بشار الاسد خلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة الجديدة، بعد أدائهم اليمين الدستورية، إلى أن “الوضع المعيشي يجب أن يكون من أولويات الحكومة… والخطوة الأهم في هذا الإطار العمل على ضبط الأسعار بالتعاون مع المجتمع الأهلي، والحفاظ على قيمة الليرة وتعزيز موارد الدولة”. ولفت إلى أن “الملف الأهم في الشأن الاقتصادي هو إعادة الإعمار”. وودعا الى إيلاء اهتمام حكومي خاص بعوائل شهداء وجرحى الجيش والقوات المسلحة، من خلال الالتزام بإعطائهم حقوقهم كاملة وفق إجراءات مبسطة وسريعة، وأكد إلى “ضرورة مواكبة المؤسسات الإعلامية للقضايا التي تحظى باهتمام المواطنين وتلامس همومهم، لا أن تكون فقط ناطقة باسم الحكومة”.
ميدانيّاً، أفشل الجيش السوري، أمس هجماتٍ متزامنة شنّتها المجموعات الارهابية، على معظم محاور مدينة حلب . وتكرّر السيناريو ذاته على أطراف المدينة، حيث أفشل الجيش هجوماً عنيفاً شنّه مقاتلي “جبهة النصرة” وحلفائهم على محور الكاستيلّو، فيما واصلت المجموعات المسلّحة استهداف الأحياء السكنيّة الغربيّة من مدينة حلب بالقذائف والصواريخ، ما أوقع شهداء وجرحى، خاصّة في أحياء الحمدانية، والمحافظة والسريان الجديدة. فيما استهدف الطيران الحربي عدداً من المناطق والأحياء الخاضعة لسيطرة المسلّحين في حلب وريفها.
وبعيداً عن الميدان السوري، لايزال السلطان العثماني مصراً على فكرته بتوطين السوريين،حيث جدّد يوم أمس، دفاعه عن اقتراحه توطين عدد كبير من اللاجئين السوريين في تركيا بعدما أثار هذا الاقتراح جدلاً كبيراً ومعارضة في البلاد، مؤكداً أن تركيا تتمتع بمساحة كبيرة تسمح لها باستيعاب هؤلاء اللاجئين الذين يمكنهم الاستفادة من جنسية مزدوجة. من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش إن مشروع التجنيس لم توضع عليه اللمسات الأخيرة بعد، وأن مشروع تجنيس السوريين «من أصحاب الكفاءات» قيد البلورة.
لماذا يريد اردوغان منح الجنسية التركية، لاصحاب لاصحاب العقول من المبدعين والمفكرين السوريين؟ ولماذا شن الظواهري “القاعدي السلفي ” هجومه العنيف على مشيخيات الخليج، وعلى السلفيين مثله من “داعش”؟ وهل سيشهد الميدان السوري معارك لجيش مشترك روسي اميركي ؟ أسئلة ربما ستحمل الايام القليلة المقبلة جواباً عليها.