أردوغان حائر للخروج من أزمته مع موسكو


اعتبرت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” أن الرئيس التركي يمعن في الآونة الأخيرة في البحث عن مخرج من الأزمة التي أدخل بلاده فيها مع روسيا، فيما هو لم يدرك بعد، أو يتجاهل سبل التسوية.

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن أنقرة ما انفكت تعرب عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع موسكو، وأعادت إلى الأذهان ما صرح به مؤخرا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديث أدلى به لوكالة “رويترز” حيث قال: يصعب عليّ فهم التضحية بالعلاقات بين البلدين بسبب خطأ ارتكبه طيار!

والملفت في تساؤل أردوغان، حسب الصحيفة إضافة إلى جهله ماهية الخطوة الأولى التي تطالب بها موسكو، أن الطيار المخطئ، هو الطيار الروسي، الذي انتهك الأجواء التركية حسب رؤيته.

واستذكرت “ارغومينتي إي فاكتي” في تحليل ما أدلى به الرئيس التركي، تصريح الرئيس الروسي فلاديمير مؤخرا بهذا الصدد حيث قال: “نحن أيضا نريد بعث العلاقات مع تركيا، ولسنا نحن من دمرها. لقد بذلنا كل ما من شأنه أن يرتقي بالعلاقات الروسية التركية إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة والصداقة، فيما الصداقة بين الشعبين الروسي والتركي قد وصلت فعلا إلى أوجها، وكنا نغالي بذلك كثيرا. أعجز حتى الآن عن إدراك السبب من وراء ما حدث”، أي استهداف الطائرة الحربية الروسية.

وأضاف: “الإعراب عن الرغبة في تجديد العلاقات مع بلادنا، لا يكفي. نحن على اتصال مستمر مع ممثلي الجانب التركي، ويتصل بنا الشركاء عبر مختلف القنوات، وهم على علم تام بجوابنا. نحن نعول على الأتراك في أن يقوموا بخطوات واضحة من جانبهم، وهو ما لم يحدث حتى الآن”.

وعادت الصحيفة في الوقوف على المسوّغات التركية، إلى ما أكده وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي قال: “بوتين أعلن أنه يعول على الجانب التركي القيام بخطوات محددة على هذا المسار. نحن من جهتنا نقترح تشكيل فريق عمل مشترك يعكف على بحث خطوات الجانبين المستقبلية، بما يخدم بدء المباحثات على المستويين الرسمي وغير الرسمي لصياغة حل وسط، وهذه مسألة قابلة للحل”.

الكرملين بدوره، رفض بشكل قاطع حسب “أرغومينتي إي فاكتي” المقترح التركي للحل الوسط، وأوردت في هذا الصدد مقتطفات لحديث أدلى به دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي جاء فيه: “أرى أنه من الأهمية بمكان التذكير بالتصريحات المتكررة ذات الشأن، والتوضيحات الصادرة عنّا على مختلف المستويات. الرئيس الروسي أكد وبعد بضعة أيام على قتل طيارنا أن الجانب الروسي، وبعد هذه الممارسات العدوانية والخيانية ينتظر الاعتذار وتوضيح أسباب ما حدث، وتعويضنا عن الطائرة التي أسقطت، وتعويض ذوي الطيار الذي قتل. نأسف بشدة حيال أن الجانب التركي لم يحرك ساكن على هذا الصعيد”.

وفي تحليل الموقف التركي، ومساعي أنقرة لرأب الصدع في العلاقات مع موسكو، نقلت الصحيفة عن سيميون بوغداساروف رئيس مركز بحوث الشرق الأوسط وآسيا الوسطى قوله، إن تركيا عموما لا ترفض تحسين العلاقات مع روسيا من حيث المبدأ، إلا أنه لا يمكن التعويل على أنقرة في أن تقوم بأي خطوات في هذا الاتجاه.

وأضاف أن “أردوغان يريد أن تشيد شركة “روس آتوم” الروسية محطة كهرذرية في بلاده، وأن تعيد روسيا فتح أبوابها أمام المنتجات الزراعية التركية، كما ينشد عودة السياح الروس إلى ارتياد المنتجعات التركية وتشغيل السياحة. إلا أن معظم الأتراك، وحسب ما تظهره استطلاعات الرأي العام، يؤيدون طرح رئيسهم القاضي بأن عسكرييه كانوا على حق حينما أسقطوا الطائرة الروسية، مما يعني أن إقدام أردوغان على الاعتذار من روسيا وتعويضها، سوف يقلل من هيبته داخل بلاد.

أردوغان يعتبر نفسه سلطانا، فيما لا بد من الإشارة هنا إلى أن تصريحاته حول رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا، ليست إلا مناورة تندرج في إطار اللعبة التي تديرها أنقرة مع الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بعد تدهور العلاقات بينهما في الآونة الأخيرة، ومن هنا فإن أردوغان يحاول اللعب على حبل التناقضات”.

واستبعد بوغداساروف تحسن العلاقات بين موسكو وأنقرة في المستقبل المنظور، نتيجة للأوضاع في سوريا حيث قال: “الضباط الأتراك منخرطون فعلا في قتال القوى المعادية لـ”داعش”، بما فيها روسيا نفسها، فيما يستمر أردوغان بكيل الاتهامات لروسية بتوريد السلاح للأكراد، رغم أن قطع إمداد السلاح عنهم من الخارج سيفضي إلى تقليص قدراتهم بشكل جدي في مواجهة “داعش”.

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!