بداية تعاون روسي – أميركي… هل انطلقت معركة تحرير الرقة؟


أنور عقل ضو

 

 

هل نشهد في الساعات والأيام القليلة المقبلة ترابطَ جَبَهات بين الغرب العراقي والشرق السوري؟ وهل يرقى التنسيق الأميركي – الروسي إلى مستوى ما هو مأمول في اجتثات تنظيم الدولة الإرهابي “داعش”؟

حتى الآن، تبقى الإجابة عن هذين السؤالين مرهونة بمعركة الرقة، لا سيما بعد أن دعمت الولايات المتحدة ما يعرف بـ “قوات سوريا الديموقراطية”، وحملتها باتجاه شمال الرقة، من ثلاثة اتجاهات، وإن كان المسؤولون الروس قد أبدوا شكوكا حيال إمكانية بدء هجوم واسع باتجاه الرقة، إلا أن ما استجد من مواقف خلال الساعات القليلة الماضية، تجلى بما أعلنته موسكو لجهة إمكانية التعاون والتنسيق الجوي مع الجيش الاميركي، ودك مواقع “داعش” بما يتيح إمكانية تقدم قوات سورية (قوات سوريا الديموقراطية) لتعزيز الهجوم في معركة ستكون مفصلية ومهمة في مواجهة “تنظيم الدولة”، وهذا ما أكده خبير استراتيجي في الشؤون العسكرية لـ “روسيا الآن” من ان “معركة استعادة الرقة ستكون صعبة”، وعزا ذلك إلى أن “تنظيم (داعش) الإرهابي سيتعامل مع المعركة باعتبارها حاسمة ومصيرية”.

وما تجدر الإشارة إليه، أن انطلاق التحضيرات والدفع بقوات إلى جبهات القتال في الرقة جاء بعد أيام عدة على بدء تحرك القوات العراقية لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم “داعش” لتكون محطتها التالية مدينة الموصل، في تزامن يفتح الباب أمام سيناريو محتمل بين الروس والأميركيين.

ميدانياً، بدأ هجوم قوات سوريا الديموقراطية (قسد) من ثلاثة اتجاهات، الأول من عين عيسى، التي تبعد 50 كيلومتراً عن عين العرب، والثاني من مقر “اللواء 93” في شرق جنوب عين عيسى، أما الاتجاه الثالث فهو من منطقة مطعم النخيل القريب من “سد تشرين” على نهر الفرات في شمال وشمال غرب الرقة، وأعلن المتحدث باسم الجيش الأميركي ستيف وارن أن “قوات سوريا الديموقراطية” بدأت في تطهير مناطق تقع إلى الشمال من الرقة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو للتنسيق مع “سوريا الديموقراطية” والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لشن هجوم لطرد “داعش” من أحد أهم معاقله في سوريا.

ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى “قوات سوريا الديموقراطية” هي عبارة عن تحالف فصائل كردية وعربية، لكن الغالبية العظمى من المقاتلين تعود إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهنا أوضح المصدر عينه لـ “روسيا الآن” أنه في “حال الانتصار في الهجوم وتطهير الرقة من (داعش)، فإن ذلك من شأنه أن يعزز فكرة (الفدرالية) السورية”، إلا أن هذا الأمر يبقى مرتبطا بعوامل عدة، وإن ظل ماثلا كخيار للمستقبل، تبعا لمعطيات الميدان ومدى التقارب الروسي – الأميركي وما “يطبخ” في دوائر السياسية، واعتبر مسؤول عسكري من القوات الكردية أنه “في حال سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على مدينة الرقة، فإن هذا سيكون فاتحة للانفتاح الدولي التام للاعتراف بالمنهج والحل الفدرالي لسوريا المستقبل”.

وأشارت وكالة “هاوار” الكردية إلى دخول 250 جندياً من الكومندوس الأميركي إلى شمال سوريا تحضيرا للحملة العسكرية، ولفت المصدر إلى إمكانية تواجد أعداد منهم في الحملة الحالية، خصوصا وأن الأمر يرتبط بدعم جوي من طائرات التحالف.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي المقدم ستيف وارن، ومقره في بغداد، إن “قوات سوريا الديموقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطا على الرقة”، وأكد أن الجيش الأميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة، ولم يتضح متى سيبدأ الهجوم على مدينة الرقة نفسها.

وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استعداد موسكو لتنسيق الجهود مع التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة، برغم تشكيكه بانطلاق العملية. وقال لافروف “لا أستطيع تأكيد ما إذا كانت الأنباء حول بدء مثل هذه العمليات تتناسب مع الواقع، إلا أنني أعلن بكامل المسؤولية أننا مستعدون لمثل هذا التنسيق”.

وأكد لافروف أن الرقة هي أحد أهداف التحالف المضاد للإرهاب، شأنها في ذلك شأن الموصل العراقية. وقال “نحن مقتنعون انه كان من الممكن تحرير هذه المناطق المأهولة بشكل أكثر فاعلية وسرعة لو أن جيشينا (الروسي والأميركي) بدآ في تنسيق تحركاتهما قبل ذلك بكثير”.

وأكد لافروف أن موسكو وواشنطن اتفقتا على تنسيق العمليات العسكرية في سوريا وتبادل المعلومات. وقال “توصلنا إلى هذا الاتفاق مع الشركاء الأميركيين، ولكن ليس على الفور بل بعد تجاوز شكوكهم وتأملاتهم، وحتى مقاومتهم لفكرة الانتقال من مجرد تبادل المعلومات إلى تنسيق عمليات محاربة الإرهاب”، موضحاً أن وزارتي الدفاع في البلدين تدرسان كيفية تنسيق التحركات بشكل محدد.

وأعلن أن ثمة فرصة لتحقيق مثل هذا التنسيق، لافتا إلى أن “الطيران الحربي الروسي يجب أن يعمل بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف لمساعدة من يحارب الإرهابيين على الأرض، وقبل كل شيء الجيش السوري، وكذلك مختلف وحدات القوات الكردية، بما في ذلك الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي”.

 

Author: Rayan M

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!