كشفت دراسة جديدة أن طائر “الدريجة الحمراء Calidris canutus”، وهو نوع من الطيور المهاجرة قد شهد انكماشا في حجمه بسبب ارتفاع درجات الحرارة في أماكن تكاثره في القطب الشمالي.
وقال العلماء الذين أجروا الدراسة إن هذا الطائر قد تتراجع فرص بقائه على قيد الحياة إذا انتقل إلى قارة أخرى بسبب التغير المناخي.
ويتكاثر هذا الطائر، الذي يعيش على الشواطئ، في القطب الشمالي خلال الصيف ويهاجر إلى مواطن استوائية في الشتاء.
ويرى العلماء أن انكماش حجم هذا الطائر يأتي ردا على التغير المناخي.
ودرس البحث الأخير، والذي نُشر في دورية “ساينس” العلمية، الطائر المذكور على مدى سنوات طويلة.
وهذا الطائر هو أحد الطيور التي تخوض في الماء بحثا عن الطعام وأحد الطيور التي تسجل أرقاما قياسية للتحليق لمسافات طويلة إذ أنه يستطيع أن يقطع نحو خمسة آلاف كيلومتر دون توقف.
ودرس فريق دولي الطائر على مدى 30 عاما في اماكن توقف هجرته في روسيا.
وقال كبير الباحثين جان فان غيلز الأستاذ بالمعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحار وجامعة أوتريخت: “شاهدنا تغيرا في حجم الجسم وكذلك في شكل الجسم” لهذا الطائر.
وقال لبي بي سي: “الشيء الملفت في هذا الأمر هو أن لدينا دليل قوي على أن هذا (التغير في الهيئة) هو نتيجة للتغير المناخي وقد شاهد أناس آخرون تغيرات في حجم الجسم في أنواع أخرى جراء التغير المناخي.”
وهذه هي أول دراسة تظهر أن انكماش الحيوانات بسبب التغير المناخي يسبب أضرارا لها، لأن الطيور الأصغر حجما تعاني من تراجع معدلات البقاء على قيد الحياة.
الطيور تدفع الثمن
ووجد العلماء أنه على مدى 30 عاما تقدم موعد ذوبان الثلوج في القطب الشمالي بأكثر من أسبوعين.
وفي هذه الأثناء تراجعت معدلات التكاثر لدى الطيور، وهذا ربما بسبب فقدانها مورد الطعام الرئيسي وقت الذوبان.
وتدفع الطيور الثمن حينما تصل إلى أفريقيا بعد رحلتها الطويلة.
وأظهر تحليل للنظام الغذائي للطائر المذكور في موطنها الشتوي أن هذه الطيور ذات المنقار الطويل يمكنها الغوص في الوحل بحثا عن الرخويات، لكن تلك التي لديها منقار قصير لا يمكنها الوصول إلى المحار، واضطرت إلى تناول غذاء بقيمة غذائية أقل.
وأوضح غيلز أن “هناك فقط مجموعة قليلة من الطيور حاليا تصل إلى مرحلة البلوغ، وهذه هي الطيور الصغيرة التي لديها منقار طويل نسبيا.”
وقال مارتن ويكلسكي من معهد ماكس بلانك لعلوم الطيور في ألمانيا إن هذه الدراسة تظهر أن التغيرات على المدى الطويل في جسم الطيور الشاطئية في القطب الشمالي يمكن أن تؤثر على بقائها في موطنها الاستوائي في فصل الشتاء.
وقال في مقالة له بدورية “ساينس”: “ولذلك، فإن التغيرات في أحد المواطن قد يكون لها عواقب بيئية مهمة في مواطن (أخرى) في منتصف الطريق (في رحلتها) حول العالم”.