حذرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية من احتمال اندلاع حرب كارثية واسعة النطاق في منطقة جنوب القوقاز وأوروبا برمتها, على خلفية المعارك الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا.
وأضافت الصحيفة أن المواجهات المسلحة الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورنو كرباخ, المتنازع عليه بين البلدين, بدت أنها مفتعلة، وأنها تهدف إلى تشويه صورة أذربيجان, التي تمثل قوة استقرار في منطقة جنوب القوقاز.
وتابعت ” الأراضي الأذرية ما زالت محتلة، وهناك حاجة لإيجاد آلية تسمح باستعادة أذربيجان سيادتها على إقليم ناغورنو كرباخ، وكذلك النظر في أمر الأرمن الذين يعيشون فيه”.
واستطردت الصحيفة ” مجموعة مينسك المفوضة بالعمل كوسيط في صراع ناغورنو كرباخ، وهي المجموعة المكونة من عدة دول وترأسها روسيا إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، أثبتت فشلها, وفي حال عدم إيجاد آلية سريعة لتسوية هذا الصراع , فإنه قد يتسبب في اندلاع حرب كارثية واسعة النطاق”, وذلك في إشارة إلى أن أذربيجان هي الدولة الوحيدة التي تملك حدودا مع روسيا وإيران، وهي بذلك تعد ممرا يربط بين أوروبا وآسيا الوسطى.
وكانت مجلة “ديلي بيست” الأمريكية, قالت أيضا إن المعارك, التي اندلعت في الأيام الأخيرة, بين أذربيجان وأرمينيا بسبب إقليم ناغورنو قره باغ، المتنازع عليه بين البلدين, بدت أنها حرب بالوكالة بين موسكو وأنقرة. وأضافت المجلة في مقال لها في 6 إبريل/ نيسان أن هذه المعارك تزامنت مع توتر العلاقات والرغبة في الانتقام بين كل من موسكو وأنقرة, على خلفية الأزمة السورية. وتابعت ” أرمينيا هي واحدة من أقرب حلفاء روسيا، في حين أن تركيا تقدم الدعم لأذربيجان”. وأشارت المجلة إلى أن روسيا تقدم دعما عسكريا لأرمينيا، إلا أنه ليس من مصلحتها استعداء أذربيجان, لأنه تمر منها خطوط أنابيب النفط, كما أن توسط موسكو لإنهاء المعارك قد يساعدها في مخططها لاستمالة أذربيجان بعيدا عن تركيا. وكان الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسئولية عن اندلاع المعارك الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا. وفي حسابه على موقع “فيسبوك”, قال ساكاشفيلي :” إن موسكو كانت تخطط لإشعال هذه المعارك منذ فترة طويلة “.
وتابع ” الهدف الرئيس لموسكو هو الاستيلاء على الأراضي الأذرية التي تمر منها خطوط أنابيب النفط، وحرمان أوروبا من مصادر نفط أذربيجان وتركمانستان”. واستطرد ” بوتين يريد أيضا إحراج تركيا وإجبارها على مواجهة الجبهتين”، في إشارة إلى سوريا وأذربيجان. وكانت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية, قالت أيضا إن روسيا هي الضامن الرئيس لأمن أرمينيا، وتسعى أيضا بقوة لمنع تركيا من مساعدة أذربيجان, وذلك في تعليقها على تجدد المعارك في إقليم ناغورنو قره باغ. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 3 إبريل/ نيسان أن روسيا لديها خمسة آلاف جندي متمركزين بأرمينيا، وأن وظيفة هذه القوات هي ردع التدخل التركي.
وتابعت “الولايات المتحدة تعتبر إقليم ناغورنو قره باغ منطقة نزاع، ولكنها تشير أيضا إلى أراض احتلتها أرمينيا عليها إعادتها لأذربيجان”. وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع بإقليم ناغورنو قره باغ بدأ عام 1988عندما كان الاتحاد السوفيتي يتفكك. وقالت “كريستيان ساينس مونيتور”, إنها لا تعرف ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جادا في وقف المعارك الحالية بين أذربيجان وأرمينيا, أم أنه يفضل استمرارها لبيع أرمينيا تحديدا مزيدا من الأسلحة الروسية, أم أنه يسعى لإشعال مواجهة جديدة مع تركيا, التي تدعم أذربيجان, وهي دولة مسلمة.
وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أعلنت في 3 إبريل وقف إطلاق النار من جانب واحد في إقليم ناغورنو قره باغ، لكنها هددت بالرد في حال تعرضِ قواتها للهجوم. وأكدت الوزارة في بيان لها أن “أذربيجان قررت، إظهارا منها للنوايا الحسنة، وقف الأعمال القتالية من جانب واحد”، محذرة من أنها “ستحرر كافة الأراضي المحتلة إذا لم تتوقف القوات الأرمينية عن ممارسة الاستفزاز”.
،