روسيا صارت هنا في قلب المنطقة. في سوريا بثقلها العسكري والسياسي والاقتصادي، وهي بفعل معاهدات واتفاقات تمتد الى خمسين عاماً مقيمة هنا.
روسيا وقّعت اتفاقات مع الاْردن لمنطقة تجارية حرة ولاتفاقات لتتحول الى اكبر مصدّر للقمح الى هذا البلد الذي لا شك بارتباطاته الاميركية اذا لم يكن اكثر.
روسيا اليوم تبني مفاعلات نووية في مصر وترتبط مع بلاد النيل بمعاهدات واتفاقات عسكرية واقتصادية وصولاً حتى المناورات المشتركة.
وروسيا ايضاً تدخل اليوم الى العراق عبر اتفاقات اقتصادية ومشاريع في البنى التحتية وكذلك اتفاقات عسكرية وتسليحية.
اين لبنان من كل هذا ؟؟؟
لبنان يرفض هبة ذخائر كلاشنكوف قدمتها روسيا في وقت كانت محاضر الاتفاقات التي تحتاج الى تصديق شملت أسلحة متنوعة ومتعددة ابعد من هذا بكثير، ولا داعي للتذكير بقصة طائرات الميغ العشرة الشهيرة او الدفاع الجوي او…
رفض لبناني بذريعة أن الأعيرة المقدّمة لا تتناسب مع الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني، علماً أن الجيش يملك عشرات آلاف بنادق كلاشينكوف الروسية ورشاشات PKS المتوسطة، وبالتالي يحتاج هذه الذخائر. أعذار واهية لا تخفي الانصياع اللبناني الكامل للتعليمات الأميركية التي تحاول الحدّ من حجم للدخول الروسي الى المنطقة.
لروسيا اليوم دور كبير في مسار اعادة التوازن العالمي او تعديله، في واقع بات المتعامي وحده لا يقرأ أفق التغييرات الدولية وبدء مسار تراجع الولايات المتحدة الاميركية عن عرش التحكم في العالم.
ولروسيا في منطقتنا دور كبير، قبل العسكري والسياسي، هو دور اقتصادي محدد، فهي البوابة الاساس في مجال إعمار سوريا واللاعب الرئيسي في مجال النفط المحيط بِنَا ولا سيما البحر حولنا. وكذلك تتحول روسيا اليوم الى الجسر البديل في قضايا التحويلات المالية مع عمق الخطوات المتخذة اخيراً خاصة موضوع نظام التحويل الخاص بها والذي انضمت اليه لتاريخه حوال 500 شركة كبيرة من العالم.
لبنان الذي يحتاج الدعم والرعاية لواقعه الاقتصادي يجد في العلاقة مع روسيا الامكانات الكبيرة والمتاحة، ولكن لا تفسير او تبرير لهذا الرفض ولعدم المبادرة للاستفادة من الفرصة المتاحة في زمن لا يلقى من الاميركيين الا المزيد من قوانين العقوبات وغيرها.
امكانات التعاون المشتركة مع روسيا كبيرة في لبنان او على مستوى المنطقة، فهل يخرج القرار السياسي اللبناني من العباءة الأميركية الى فضاء السيادة الحقة؟