في موقف مستغرب ومعيب وينطوي على شيء من تحقير فرق الدفاع لدى المحكمة الخاصة بلبنان، وفي لحظة إشتد فيها النقاش وإرتفع خلالها مستوى المحاججة بين رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفد راي وفريق الدفاع المكلف من قبل المحكمة، حماية مصالح المتهم حسين عنيسي وتعبيرا عن إستيائه وإزدرائه، نزع القاضي راي سماعة الترجمة الفورية، كرسالة للمحامي الفرنسي فنسان كورسيل لابروس والمحامي العربي ياسر حسن، مفادها أن كلامكما غير مفهوم وغير مرحب به!
موقف رأى فيه مصدر قريب من جهة الدفاع أنه ” تعبير عن موقف سلبي من قبل القاضي راي تجاه فرق الدفاع بعامة وفريق عنيسي بخاصة. وقدا بدا راي بموقفه يعكس عدم قناعة الغرفة والمحكمة بمبدأ الدفاع وحق المتهمين بمحاكمة عادلة ونزيهة، ويمارس ربما دور المدعي العام لا رئيس غرفة البداية في محكمة تدعي الحرص على نزاهة الإجراءات وعدالتها”.
كيف لا، يتابع المصدر ل “روسيا الان”، وغن فريق عنيسي قد أفرغ ملف عنيسي من أدلته الوهمية وكشف حجم الفراغ الذي تنطوي عليه قضيته”.
مرافعة كورسيل لابروس عقّدت مهمة قضاة غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان (محكمة الرئيس رفيق الحريري)، ولن يكون من السهل أمام القضاة “البت بضمون المرافعة التي قدمت، بموجب المادة 167 والتي تعطي الحق لغرفة الدرجة الولى النظر في إحتمال البراءة لأي من المتهمين قبل أن تتخذ قرارا بمواصلة الإجراءات أو عدمها، وفقا للأدلة التي قدمها الإدعاء وختم قضيته على أساسها.
وصف المحامي كورسيل لابروس أدلة الإدعاء بالأدلة الوهمية، وقال: ” وصفت بالأدلة العلمية لتغطي الفراغ المطلق في ملف عنيسي”.
وحدد كورسيل لابروس في الجلسة التي عقدتها الغرفة اليوم، عدد من نقاط الضعف والثغرات التي اعتبرها كافية للشك بموثوقية أدلة المدعي العام.
وأبرز النقاط التي أثارها كورسيل لابروس دون أن يتبى رواية الإدعاء، أن الأخير لم يحدد من كان الشخص الذي إتصل بمحطة الجزيرة وبوكالة رويرترز لتسليمهما شريط إعلان المسؤولية زورا، بحسب الإدعاء، المتهم صبرا أم عنيسي. ولم يقل أين كان عنيسي في حال كان صبرا المتصلا. ” حتى أن شاهد الإدعاء الخبير المعني ( بلات) لم يحدد هذا الأمر.
الملاحظة الثانية أن عنيسي كان على بعد نحو كلم عن موقع الهاتف العمومي الذي أجري منه الإتصال، بحسب جهاز الإلتقاط الخلوي. وسأل كورسيل لابروس عما إذا كان عنيسي على علم بما يقوم به صبرا، وهل وجود الهاتفين في مكان واحد بعد نصف ساعة من الإتصال يعني بالضرورة مشاركتهما معا في الفعل المذكور؟
وكيف لمجموعة منظمة مؤلفة من 41 هاتفا سريا أن ترسل شخصان يستخدمان رقمهما الشخصي والعلني لتنفيذ مهمة أساسية من المهام المرتبطة بالجريمة؟
وأكد كورسيل لابروس أن اللهجة مسألة موضوعية وليس شكلية، وشهود الإدعاء، لاسيما الشاهد غسان بن جدو أكدوا ان ثلاثة أشخاص توالوا على الإتصال، والأول منهم تحدث بلغة عربية غير متقنة، بدا وكأنه من جنسية غير عربية…
وشدد كورسيل لا بروس على أهمية أن يثبت الإدعاء صحة إعتبار عنيسي هو محمد الذي يعتقد بأنه من جنّد الإنتحاري الإفتراضي أحمد أبو عدس.
بالمقابل إعتبر المحامي الكسندر من أن محامي الدفاع أخذ الأدلة بجزئيتها، في حين أننا قدمناها ككل متكامل ولا يمكن قراءتها على غير هذا النحو.
ورد من على النقاط التي أثارها كورسيل لابروس مؤكدا أن الإدعاء ثبت وجود صبرا وعنيسي بالمنطقة في الفترة التي تعرف خلالها ابو عدس على شخص يدعى محمد.
ورأى من أن لا حاجة لتقديم دليل على التاريخ المحدد للإنضمام إلى المؤامرة، يكفي القول أنه شارك بالمؤامرة والتآمر وقد حددنا التاريخ لهذا الفعل من 22 كانون الأول 2004 و14 شباط 2005.
كثرت حجج كورسيل الموضوعية والمولّدة للشك وقابلها أجوبة لديها مقبولية بالنسبة للإدعاء ولبعض قضاة غرفة الدرجة الأولى، لاسيما الأجانب منهم، ما يعقد إمكانية أن تتخذ الغرفة الأولى قرارا سهلا.