يتناول المستشار السياسي أناطولي فاسيرمان، في حديثه إلى الصحيفة، هستيريا كوريا الشمالية ورد الفعل المحتمل من جانب الولايات المتحدة على “استفزازات” بيونغ يانغ.
كتبت ناتاليا كوجينا:
بعد أن أعلنت كوريا الشمالية يوم 3 سبتمبر/أيلول الجاري عن نجاح اختبار قنبلتها الهيدروجينية، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أثناء اتصاله برئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي، عن استعداده لاستخدام السلاح النووي ضد كوريا الشمالية إذا اقتضى الأمر. فهل سترد واشنطن على أعمال بيونغ يانغ عسكريا؟
يقول أناطولي فاسيرمان إن “ما تسمى استفزازات كوريا الشمالية لا يمكن أن تؤدي إلى أي رد، لسبب بسيط هو أن بيونغ يانغ لا تستفز أحدا. فكوريا الشمالية كبقية الدول بما فيها الولايات المتحدة تعزز وسائلها الدفاعية. ومنذ أن بدأت عائلة كيم بحكم كوريا الشمالية قبل 69 عاما، بدت أكثر عقلانية من جميع رؤساء الولايات المتحدة خلال هذه الفترة. وبرأيي، إن ضمان الأمن الذاتي هو أمر عقلاني، والشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره استفزازا هو هستيريا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وإن كل ما تنشره وسائل الإعلام عن كوريا الشمالية تمليه كوريا الجنوبية. وبما أن الشمال والجنوب في حالة هدنة وليسا في حالة سلام، فإن ما ينشر هو خيال يعرض كشيء مرعب، لا يمكن تصديقه”.
اناطولي فاسيرمان
– ولكن لماذا أنت متأكد من ذلك؟
تمتلك كوريا الشمالية إمكانات تقنية لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة. وهذا يعني، وفق المعايير الروسية، أن تلك الاضرار التي يمكن أن تلحقه بضعة صواريخ كورية شمالية ببلدنا تافهة، لأنها لن تؤثر في قدراتنا الدفاعية. أما الولايات المتحدة التي تسودها حالة انقسام داخلي، فإن أي خسارة مهما كانت، ستثير هستيريا لا تقارن بالضرر الحاصل.
وإذا حاولت قيادة الولايات المتحدة محاربة كوريا الشمالية، التي سترد حتما، فإن الرئيس الأمريكي سيعدُّ “مجرما ويتحمل مسؤولية سقوط الضحايا بين المدنيين في الولايات المتحدة نفسها”. لذلك، فإن الرئيس يبذل كل ما في وسعه لكيلا تتحول الكلمات إلى أفعال. ومع ذلك، لا استبعد أن يورط ساسة الولايات المتحدة ترامب، الذي لا يريد الحرب ليس فقط مع كوريا الشمالية، بل ومع أي دولة غيرها.
– وماذا عن العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية؟
لقد أِثبت اقتصاد كوريا الشمالية قدرته على العمل حتى في ظروف تشديد العقوبات، وهذا يعني أنه لن تحدث تغييرات جدية في كوريا الشمالية، وأنها ستتجاهل العقوبات.
لقد كان خيار تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها الصاروخي–النووي مقابل وقف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إجراء مناورات عسكرية مشتركة بالقرب من سواحلها، هو أفضل خيار للجميع.
ويضيف المستشار السياسي فاسيرمان أن المشكلة الكورية لن تنتهي إلا بعد توحيد شطري البلاد. وهذه تشبه قضية عودة هونغ كونغ إلى الصين، التي أصبحت دولة واحدة بنظامين. ولا يعارض هذا الأمر سوى الولايات المتحدة، لأن تقسيم كوريا هو ذريعة للحفاظ على قواعدها العسكرية في المنطقة، التي تسيطر عمليا على معظم مناطق جنوب–شرق آسيا.
ترجمة وإعداد كامل توما