المفوضية تعرض مشروعها لصندوق من اجل بناء الدفاع الاوروبي


تكشف المفوضية الاوروبية الاربعاء اقتراحها المفصل حول اقامة صندوق لتمويل الدفاع الاوروبي في اجواء تهيمن عليها حاليا مسألتان محفزتان هما خروج بريطانيا من الاتحاد والشكوك في التزام الحليف الاميركي.

وينوي رئيس السلطة التنفيذية الاوروبية جان كلود يونكر تأمين “استقلالية استراتيجية” في مجال الدفاع للاتحاد الاوروبي خصوصا عبر سياسة صناعية مشتركة تعتمد على التمويلات التي تنقص هذا القطاع حاليا.

وسيشمل الصندوق الذي تصورته المفوضية الاوروبية ويفترض ان توافق عليه الدول الاعضاء، جزءا مخصصا للبحث حول تقنيات جديدة.

اما الجزء الثاني الذي وضعته لدول الاعضاء فسيكون اداة مالية للشراء الجماعي، اي بكلفة اقل لتجهيزات مثل طائرات بدون طيار او مروحيات.

وسيقدم الاقتراح بعد ظهر الاربعاء مع وثيقة “للتفكير” بشكل اوسع بشأن مستقبل الدفاع الاوروبي بحلول 2025.

– “قوة ناعمة” –

حذرت المفوضية الاوروبية في “كتاب ابيض” نشرته في آذار/مارس حول مستقبل الاتحاد ب27 دولة من انه “على اوروبا تولي امنها بنفسها” لان “+قوة ناعمة+ لا تكفي عندما يكون من الممكن ان تطغى القوة على القانون”.

وقال دبلوماسيون اوروبيون ان الرحيل المبرمج للمملكة المتحدة التي كانت دائما معارضة لاي فكرة لتكامل في مجال الدفاع على المستوى الاوروبي، يشكل فرصة. ويمكن ان يشكل الغموض الذي يلف التزامات الحليف الاميركي ايضا محفزا، كما بدا من دعوة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاوروبيين الى “تولي امر مصيرهم بايديهم”.

ويطلب ترامب من الاوروبيين انفاق مبالغ اكبر في مجال الدفاع وامتنع في نهاية ايار/مايو عن تأكيد دعمه “للمادة الخامسة” من الاتفاقية التأسيسية لحلف شمال الاطلسي التي تلزم الدول الاعضاء نجدة بعضهم في حال وقوع عدوان خارجي.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية سيلفي غولار مؤخرا ان “الرسالة التي تقضي بالقول للاوروبيين ان عليهم تولي امورهم ليست بعيدة عما حاولت فرنسا فعله دائما منذ سنوات”.

واضافت “يجب ان نحاول تطوير قدرة مستقلة مدرجة في اطار التعاون الاطلسي لكنها تستند الى قدرات اوروبية”.

– “سقوط المحرمات” –

قال دبلوماسي من احدى الدول الاعضاء “انها لحظة استثنائية سقطت فيها محرمات”. واضاف “كان لا يمكن التفكير قبل سنوات بتوافق حول مبدأ استقلال استراتيجي اوروبي” او الحديث عن “امكانية تمويل نشاطات اوروبية انطلاقا من ميزانية اوروبية”.

لكنه اضاف ان “القضية الاساسية حاليا هي مسألة نقص التمويلات”.

ويهدف “شق الابحاث” في الصندوق الذي اقترحته المفوضية الى تمويل ابحاث في مجالات مثل الصناعات الالكترونية والبرمجيات المشفرة…

وتضمنت مسودة المشروع الاوروبي التي كشفت في نهاية 2016 برنامج ابحاث تغطيه ميزانية سنوية تبلغ حوالى 500 مليون يويور بعد 2020.

ويمنح الشق الثاني من الصندوق الدول المعنية امكانية شراء تجهيزات بشكل مجتمع. فيمكنها بذلك الاتحاد “للاستثمار في تقنية الطائرات المسيرة او شراء كميات كبيرة من المروحيات من اجل خفض النفقات”.

وقدرت السلطة التنفيذية الاوروبية في نهاية 2016 ان “هذا الشق يفترض ان يكون قادرا على جمع حوالى خمسة مليارات يورو سنويا”، مشيرة الى ان “كلفة غياب التعاون بين الدول الاعضاء في مجالي الامن والدفاع تقدر سنويا بما بين 25 ومئة مليار يورو”.

والى جانب مشروع الصندوق، يفترض ان تقدم المفوضية الاربعاء عددا من السيناريوهات المحتملة لتطوير الدفاع الاوروبي بحلول 2025.

وهذه السناريوهات ستكون طموحة الى حد وستتطلب تكاملا اوروبيا متقدما.

وسيعود الى الدول الاعضاء توضيح رغباتها.

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!