لائحة طويلة من قيادات حزب الله أو ممن تربطهم علاقة ما بحزب الله، سيعرضها الإدعاء لدى المحكمة الخاصة بلبنان، كبينة تؤشر الى الدور المحوري للقيادي الراحل في حزب الله الشهيد مصطفى بدرالدين في عملية إغتيال الرئيس رفيق الحريري وفق زعم الإدعاء.
اللآئحة التي سيقدمها الشاهد الخبير دونالسون في مرحلة لاحقة، تتضمن أسماء عدد من الأشخاص الذين تلقوا اتصالات من خط منسوب الى بدرالدين ينتهي ب (944) بتاريخ 14 شباط 2005، ومن بينهم: النائب علي عمار، النائب السابق أمين شري، محمد شكر.
الإدعاء يقدم قضيته على اساس تحليل تسلسل الإتصالات الهاتفية، دون أن يقدم دليلا على مضمون الإتصالات لإفتقاده أي منها.
وفي حين يعتبر الإدعاء أن هذا دليل كاف “نظرا لقوته العلمية”، يرى مراقبون أن دليل الإتصالات بالطريقة التي يقدمها الإدعاء كاف للإتهام لكنه غير كاف للإدانة، إذ يعوزه الأدلة الحسية سيما وان ثمة اسئلة كبيرة طرحت على خبراء سابقين قدمهم الإدعاء وتناولت سيارة الميتسوبيتشي والكاميرات المحيطة بمسرح الجريمة لجهة، من اشترى فعلا المركبة من طرابلس؟ ومن أخفى كاميرات المراقبة؟ وهل هذه هي المركبة التي استخدمها الإنتحاري الإفتراضي؟ أم ثمة مركبة أخرى تشبهها؟
واليوم طرحت القاضية ميشلين بريدي على الشاهد بلات سؤالا عن كيفية تواصل المجموعة، التي يزعم انها نفذت إغتيال الحريري، مع الإنتحاري، فرد بلات أن التواصل كان شفهيا ومباشرا، أي وجها لوجه.
جواب علق عليه القاضي نيكولا لتييري، بأنه لا بد من وجود أثر لهذا التواصل من خلال مراقبة حركة الميتسوبيتشي؟
بلات وفريق الإدعاء لا يملكون أي معلومة عن المكان التي ركنت فيه الميتسوبيتشي بعد مغادرتها نفق فؤاد شهاب وقبل أن تعود وتظهر أمام فندق السان جورج، قبل دقائق من وصول الرئيس الحريري الى المكان.
وروى الشاهد بلات أن الشخص رقم 7 ( متهم مجهول الهوية) كان قريب من مسرح الجريمة، تلقى 3 إتصالات من الشخص رقم 8 الذي كان بالقرب من مبنى البرلمان.
ويعتقد بلات أن رقم 8 ابلغ رقم 7 بتحرك الحريري، فتواصل الإخير شفهيا مع الإنتحاري ليتحرك بإتجاه موقع الجريمة.
ويرى بلات أن الهواتف ال6 الأساسية المعنية بالتنفيذ، كانت موزعة بين البرلمان والسان جورج.
وقال الشاهد بلات ردا على سؤال للقاضية بريدي تناول وجود بدرالدين بعيدا عن موقع الجريمة لحظة حصولها؟ فاعتبر: “في البداية لم يكن بحاجة للمشاركة بشكل مباشر لانه من الواضح ان الشخص المسؤول عن العملية في ذلك الوقت كان سليم عياش نظرا للنشاط على الهواتف المنسوبة اليه وبالتالي هذا الامر يبقي بدر الدين بعيدا عن اي شكوك حول تورطه في هذه العملية وهذا الامر يتناسب مع استخدام الهواتف الخضراء فهو عبارة عن جدار يفصل بين السيد بدر الدين والمؤامرة الفعلية. ولكن من الواضح ان ذلك بهدف تفادي إقتفاء اثره من خلال الهواتف الحمراء، فاعطي فقط هاتفا اخضرا وبالتالي شكّل ذلك جدارا فاصلا ومنطقة امنة تسمح له بالعمال من دون المشاركة مباشرة مع الفريق المشارك بعملية المراقبة او في الاعتداء وبالتالي كان بعيدا عن المكان باكبر قدر ممكن”.
ومن الأدلة التي حاول تقديمها بلات لتورط الأرقام الهاتفية المنسوبة لبدرالدين وعياش وآخرين، “أن مختلف الهواتف التي كانت ناشطة منذ شهر تشرين الثاني من العام 2004، توقفت بشكل متعمد بعد الإغتيال”.
وقدم الشاهد بلات تحليلا لإتصالات الهواتف المنسوبة للمتهمين اسد صبرا وحسن مرعي وحسين عنيسي، في سياق الإعلان زورا عن المسؤولية.