تسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة قد تكون دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية، وقد ألحق الكثير من المخاطر البيئية، مثل ثقل طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي والتهديد المباشر وغير المباشر بانقراض آلاف الكائنات الحية، ولعل سيبيريا هي احد اكثر المناطق تأثراً بالتغيير المناخي، وربما ان الخطر يهدد الكثير من كائناتها بالانقراض، خصوصا وأن العلماء يتوقعون أن ترتفع درجات الحرارة في غرب سيبيريا بمعدل يتفاوت بين ثلاث إلى أربع درجات سيلزيوس بحلول عام 2050. الصحراء الجليدية تُشكّل سيبريا 70 بالمئة من مساحة روسيا الكلية، وتقع في شرق وشمال شرق روسيا، وتمتد من جبال الأورال في الغرب حتى المحيط الهادئ في الشرق، ومن المحيط المتجمد الشمالي شمالا حتى حدود كازاخستان ومنغوليا والصين جنوبا، وتعدّ صحراء سيبيريا من أبرد الأماكن على سطح الأرض (60 درجة تحت الصفر)، وتُسمّى بالصحراء الجليدية، يسودها مناخ شبه قطبي في شمالها، حيث يكون الصيف قصيراً جداً والشتاء بارداً جداً، وتنخفض درجات الحرارة الى 60 درجة تحت الصفر. الغطاء النباتي في سيبيريا في أقصى الشمال السيبيري تنتشر النباتات شبه القطبية (توندرا) طحالب، أشنيات وحشائش مستنقعية ومرجية مع شجيرات قزمة إبرية الأوراق، وتتحول التوندرا جنوباً إلى توندرا غابية، إذ تزداد الأشجار، كالصفصاف والسرو والصنوبريات. والتوندرا لفظة روسية تسمى بها نباتات الدائرة القطبية والتي تلي التايغا شمالا، والتوندرا لا توجد إلا في نصف الكرة الشمالي، وهي تشكل دائرة حول القطب بمساحة تتجاوز ثمانية ملايين كلم2، أي ما يساوي ستة بالمائة من اليابسة، وهي تمتاز بشتائها الطويل القارص البرد وصيفها القصير الدافئ. تسمىٰ التوندرا بالصحاري الباردة أيضا، تشكل هذه المنطقة حوالي 10 و 20 بالمئة من مساحة اليابسة، وتتركز في النصف الشمالي للكرة الأرضية، وتمتاز بقساوة في الظروف المناخية حيث تنخفض درجات الحرارة إلى معدلات تصل إلى (-40) درجة تقريبا، وتتواجد في هذه المنطقة بعض النباتات كالأشنيات والحشائش ونباتات الصفصاف القزمة (لا يتعدى ارتفاعها اكثر من 7 سنتيمترات)، وقد توجد بعض الشجيرات التي يصل ارتفاعها إلى ما يقرب المتر. ومن الحيوانات نجد الأيل، الرنة، البقر المسكي. أما الحيوانات اللاحمة، فنجد الدب الأبيض والذئاب والثعالب القطبية، ويتمثل غذاؤها جزئيا في القوارض الصغيرة المسماة لموس. وفي فصل الصيف القطبي القصير، تنمو حشرات مثل البعوض. التايغا الغنية تقع في أواسط سيبيريا، وهي غابات مخروطية إبرية تمتد آلاف الكليومترات، بعرض يراوح بين 1500 ـ 2000كلم، وتعد من أعظم غابات الأرض ومساحتها 7ملايين كلم2 (يمثل إقليم التايغا ثلث مساحة الغابات في العالم )، وتتألف من السرو والصنوبريات والشوح السيبيري، أما أكثر الأشجار تحملاً للبرودة أشجار اللاركس السيبيري. تتحول التايغا جنوباً إلى غابات مختلطة صغيرة الأوراق ثم عريضة الأوراق، وكلما اتجهنا جنوباً تكثر النباتات الحشائشية النجيلية السهبية. أما حيوانات هذه المنطقة (التايغا) فهي كثيرة ومتنوعة أكثر من حيوانات التوندرا، ومن هذه الحيوانات حيوان الشره والالكة ويعد أكبر الأيائل في أوروبا وآسيا، والسّمور والسنجاب الشائع والأرنب الأبيض والرنة والدب البني والوشق والذئب والثعلب. ولعل أخطر نتائج التغير المناخي قد ظهرت في سيبيريا مهددة بعض الحيوانات بالانقراض وفي ما يلي بعض الحيوانات الاكثر عرضة للانقراض: النمور السيبيرية يعتبر النمر السيبيري من الحيوانات المصنفة في قائمة الأنواع الأكثر تعرضا لخطر الانقراض، ويعتبر هذا الحيوان المفترس من أكبر الحيوانات المنتمية إلى فصيلة السِنَّوْرِيَاتْ، فذكور هذا النمر، يمكن أن يصل طولها إلى 3.3 أمتار ووزنها حتى 300 كلغ. ويرجع سبب التهديد إلى عدة عوامل أهمها: – عمليات الصيد غير الشرعية: فرغم أن صيد النمر السيبيري قد تم حظره منذ سنة 1947، إلا أن عصابات صيد النمور لا زالت تنشط بنفس الوتيرة التي كانت من قبل، بهدف تسويق جلودها وبعض أجزاء من أجسامها المستعملة في الطب التقليدي الآسيوي. – فقدان البيئية الطبيعية والموائل: تدل الأرقام أن عشرة آلاف هكتار من الغابات تختفي سنويا في هذه المناطق، نتيجة للاحتباس الحراري وندرة الموائل الاساسية (الخنزير البري، والأيل). وحسب الإحصاء الذي تم في سنة 2005، فقد تم جرد ما يقرب فقط من 450 نمر سيبيري لا زالت تعيش في براري هذه المنطقة الموجودة في أقصى شرق روسيا. الدب القطبي أكد فريق من الباحثين أن الدب القطبي مهدد بالانقراض بسبب الاحتباس الحراري الذي يسبب ذوبان الجليد، مما يفقد هذه الفصيلة من الحيوانات القطبية مسكنها وطعامها. وتشير دراسة حديثة إلى أنه من المتوقع خسارة ثلثي الدببة القطبية في العالم بحلول منتصف القرن الحالي، إذا لم يتم العمل على الحد من زيادة الغازات المسببة للإحتباس الحراري. وحذر فريق الباحثين إلى أنه “إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها وحماية بيئتها الطبيعية فسيكون مصير الدببة القطبية الانقراض”. الكركي السيبيري الكركي السيبيري أو الغرنوق السيبيري، ويعرف أيضاً باسم كركي الثلج، هو طائر من فصيلة الكركيات، وتتميز الكراكي السيبيرية بسيقانها الطويلة، وتكتسي الطيور البالغة منها باللون الأبيض، عدا الريش الظهري الذي يكون باللون الأسود والذي يظهر عند الطيران، ووجهها أحمر اللون، وتتجمع في مجموعات للتزاوج في السهول القطبية في غرب وشرق روسيا. لقد تناقصت أعداد طيور الكركي بشكل كبير في القرن العشرين حيث يتم صيدها أثناء هجرتها ولاختفاء موائلها الطبيعية (من الطيور النهمة التي تعتمد في غذائها على الكائنات المائية الحية بما في ذلك الحشرات والأسماك والبرمائيات، جنبا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من النباتات بما في ذلك الحبوب وأوراق الشجر). يوجد في سيبريا الغربية حوالي 10 أنواع من طيور الكركي البرية، وتقدر أعدادها في العالم ما بين 3000 الى 4000 طائر مهددة جميعها بالانقراض. الببر السيبيري هو أضخم سنَّورٍ حيّ، وأحد أضخم القطط الكبيرة في التاريخ، تشير التحاليل إلى أنَّ الببر السيبيري يعود الى ما قبل 10,000 آلاف سنةٍ من الآن. عمليات المسح التي اجريت سنة 2005 بينت انه كان يوجد 331 ببراً فقط في منطقة شرق روسيا، منها نحو 250 ببراً بالغاً. وأشارت هذه الدراسات إلى أن أعداده بدأت بالتناقص مجدداً نتيجة عمليات الصيد الجائر ونقص الموائل.