حذرت أبحاث ودراسات عديدة منذ أكثر من عشر سنوات من انقراض الدب القطبي، وجميعها اعتبرت أن مصدر التهديد الأول هو الاحتباس الحراري وتغيير المناخ الأمر الذي يتسبب ذوبان الجليد، مما يفقد هذه الفصيلة من الحيوانات القطبية مسكنها وطعامها، إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها وحماية بيئتها الطبيعية. وكانت النظريات السابقة تقر بإمكانية تكيف الدببة مع الطبيعة الجديدة، ولكن تقريرا نشر في نيسان (أبريل) الماضي في مجلة آفاق البيئة، قال فيه علماء من هيئة المسح الجيولوجي الاميركية (USGS) أن توقعاتهم السابقة مشكوك فيها، إذ أن غذاء الدببة يعتمد فقط على عجل البحر أو بيض الأوز، حيث أن هذا النوع من الطعام غني بالسعرات الحرارية، ومن دونها لا يستطيع الدب العيش والاستمرار. وقال مؤلف الدراسة كارين رود Karyn Rode، عالم الأحياء البرية في “USGS” إن الدببة القطبية تسجل أدنى درجاتها في معدلات البقاء على قيد الحياة، بحسب موقع The Guardian. وأكد الباحثون صعوبة تأقلم الدببة على تغيير طبيعة حياتها، بالرغم من أن ذلك ممكن، ولكنه يتطلب وقتا طويلا حتى تتكيف مع الوضع الجديد. ويشار إلى أن كل بيض الإوز في خليج هدسون في كندا يمكنه الحفاظ على حياة 900 دب قطبي محلي ليوم واحد ونصف اليوم فقط. وهذا ما ستكون له آثار “كارثية” على تكاثر الطيور. ويقول العلماء – في سياق هذه الدراسة – إنه من المتوقع خسارة ثلثي الدببة القطبية في العالم بحلول منتصف القرن الحالي، إذا لم يتم العمل على الحد من زيادة الغازات المسببة للإحتباس الحراري. دبان استيقظا من سباتهما الشتوي وفي سياق متصل، ذكرت أمس الأحد محمية “بريانسكي ليس” في مقاطعة بريانسك غرب روسيا، أن الخبراء يسجلون صحوة دببة المحمية من سباتها، حيث تغادر أماكن بياتها منذ بداية الشهر الجاري مستبقة الموعد البيولوجي لذلك. وعلقت يلينا سيتنيكوفا، نائبة مدير المحمية للشؤون العلمية، على هذه الظاهرة قائلة: “لقد استيقظ دبان اثنان من سباتهما الشتوي في آن واحد، ولكن في منطقتين متباعدتين من المحمية، حيث كشف خبراؤنا عن آثار لتحركاتهما وفقا لبيانات كاميرات المراقبة المنصوبة في المحمية لترصد حركة الحيوانات وتصوير طبيعة عيشها. سيتعذر العثور على مأويهما نظرا لأنهما سارا على ثلج متجمد لا ترتسم عليه الآثار. استطعنا رغم ذلك تحديد وجهتهما، حيث يبدو أنهما قصدا غابة بلوط في المحمية”. وتفيد بيانات المحمية – بحسب “روسيا اليوم” نقلا عن وكالة “انترفاكس” الروسية – بأن الدببة هذا العام استفاقت مبكرا من سباتها الشتوي، محطمة بذلك رقما قياسيا سجلته العام المنصرم حين استفاقت تحت تأثير ارتفاع درجة الحرارة الملحوظ، إذ كانت صحوتها هذه السنة في الـ7 من شباط (فبراير)، بعد أن صحت العام المنصرم في الـ12 من نفس الشهر، وفقا للكاميرات المنشورة في المحمية. وفي الأسبوع الأول من هذا الشهر صادف أحد حراس الغابات في منطقة سوزيمسكي دبة وديسمها (الديسم صغير الدب) الذي لم يجتز الـ3 أعوام من عمره. وقالت سيتنيكوفا في تعليق على هذه “المصادفة”: “يبدو أن الدبة قد قضت الشتاء مع صغيرها في محميتنا، وأنها حينما استفاقت قررت العودة بديسمها إلى مرتعها المعتاد”، ولفتت النظر إلى أن الدبة وصغيرها لم يأبها بسيارة المحمية حينما اقتربت منهما، بل تابعا السير بهدوء قاصدين الحراج المجاورة. وذكرت سيتنيكوفا أيضا أن عدد الدببة التي تقطن المحمية والأحراج المحيطة بها لا يتجاوز الـ25.