لدى لورا كارول بالفعل مُلصق يقول “جمهوريون يؤيدون هيلاري” على النافذة الخلفية لسيارتها الجيب ذات الدفع الرباعي.
الآن تبحث عن ملصق يقول “امرأة سيئة” لوضعها بجانب الملصق الأول، مع تعثّر حملة دونالد ترامب وسط سيل من مزاعم الاعتداء الجنسي، في الوقت الذي يقترب فيه السباق الرئاسي من خط النهاية، بدأ الجمهوريون يشعرون بالقلق من التعرض لهزيمة نكراء في الضواحي.
إهانة ترامب العرضية لهيلاري كلينتون في مناظرة يوم الأربعاء “يا لها من امرأة سيئة!” تُصبح بسرعة شعاراً ينطوي على مفارقة بالنسبة للنساء المحترفات اللواتي يشعرن بالاشمئزاز من لغة المرشح الجمهوري.
تقول كارول، وهي مسؤولة تنفيذية سابقة في مجال العقارات: “بعد كل ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية، إهانتها بهذه الطريقة، كانت فعلاً القشة الأخيرة. كثير من النساء يمكن أن يتعاطفن مع هيلاري من هذا الجانب”.
من بين جميع الطرق المختلفة لتشريح انتخابات هذا العام، ربما الاتجاه الأكثر أهمية هو الفجوة بين الجنسين. عشية التصويت في عام 2012، احتفظ باراك أوباما بتقدّم بلغ ثماني نقاط مئوية بين النساء، بينما تقدم ميت رومني سبع نقاط بين الرجال. هذا العام دونالد ترامب تقدّم خمس نقاط مئوية بين الرجال، لكنه انخفض 15 نقطة بين النساء، بحسب تحليل استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها الموقع الإلكتروني “فايف ثيرتي إيت” FiveThirtyEight. وأظهر أحد الاستطلاعات فوز هيلاري بمقدار 33 نقطة مئوية بين الناخبات.
ميزة هيلاري مع الناخبات كانت واضحة منذ أن فازت بالترشيح، لكنها توسّعت بعد أن أصبح ترامب متورطاً في خلاف مع ملكة جمال العالم السابقة، بعد المناظرة الأولى، ومن ثم بعد ظهور شريط فيديو ظهر فيه وهو يتبجّح بشأن اعتداء جنسي.
ومنذ ذلك الحين وجّهت 11 امرأة اتهامات ضد المرشح الجمهوري بأنه كان يتحسس أجسادهن، وهي اتهامات نفاها ترامب بغضب.
من الناحية الجغرافية هذا يعني أن ترامب يخسر بشكل سيئ في كثير من الضواحي الغنية بالناخبين، التي تُقرر ساحة المعركة الرئيسة – المنطقة حول فيلادلفيا في بنسلفانيا، وضواحي تشارلوت في كارولينا الشمالية، والبلدات في شمال أورلاندو الغنية على ضفاف البحيرة.
ووفقا لمحللين، مقابل كل ناخب من العمال اختار ترامب في المدن الصناعية، خسر واحدا أو اثنين في الضواحي.
ماك ستيبانوفيتش، وهو مستشار سياسي للحزب الجمهوري في فلوريدا وناقد لترامب، يقول إن النساء في الضواحي هن العمود الفقري لدعم الحزب في الولاية: “مزيد من الجمهوريين – خاصة النساء – بدأوا في التحوّل إلى هيلاري فقط لأنهم يرون أن ترامب شخص بغيض”. ويضيف: “كثير من هؤلاء النساء يُردن التصويت للحزب الجمهوري، لكن ترامب جعل ذلك أمراً مستحيلاً بالنسبة لهن. لقد سئمن من كل هذا – لهجة مليئة بالتشدق والتهديدات وكره النساء”.
مع تضاؤل فرص ترامب، يخشى الجمهوريون من الضرر الذي يُمكن أن يُلحقه بمرشحيهم للكونغرس.
سارة جابرييل التي لم تصوّت قط للحزب الديمقراطي، تذكر سماع خطاب قبل بضعة أشهر يتوقّع أن الجمهوريين في الضواحي قد لا يضعون لافتات شوارع لدعم ترامب، لكن يُمكن أن يتدفقوا إلى مراكز الاقتراع للتصويت له بسبب كرههم لهيلاري.
تقول جابرييل، صاحبة المشاريع من ميتلاند بالقرب من أورلاندو: “كنت في تلك المجموعة. لم أكن أريد أن أعترف بالأمر لأنني كنت محرجة لكنني كنت سأصوّت له. لكن بعد الأسبوعين الماضيين لا أستطيع حتى أن فعل ذلك. نحن الجمهوريون كنّا نحاول تجاهل الأمر لكنه أصبح أمراً بغيضاً”.
يقول محللون إنها لا تزال معركة شاقة بالنسبة للديمقراطيين لكسب السيطرة على مجلس النواب. عامل الإنقاذ الآخر بالنسبة للجمهوريين هو أن كثيرا من سكان الضواحي الذين يرفضون ترامب هم فقط أولئك الأشخاص الذين يمكن أن يقسموا أصواتهم بين الحزبين في السباقات المختلفة.
(فيننشال تايمز)