في صحيفة الغارديان كتبت أنجليك كريسافي عن ما ينتظر لاجئي معسكر كاليه على الحدود الفرنسية البريطانية بعد هدم معسكرهم.
“قبل ساعات الفجر، حزم يوسف، وهو سوداني في الخامسة والثلاثين، أغطيته الصوفية، وودع المعسكر. كان يأمل أن يتخفى في شاحنة ويتسلل إلى الأراضي البريطانية، لكن هذا الأمل تبخر الآن”.
لم يشأ يوسف أن يبقى في المعسكر لانتظار فرق الهدم .
كان ما بين 6 آلاف إلى 8 آلاف لاجئ يقيمون هنا، ويعيشون حياة بائسة، وقال مصطفى إن فرصة تقديم طلب لجوء في فرنسا جعلته يتنفس الصعداء.
“كل ما كنت أعرفه عن فرنسا أنها تصنع العطور، وتسمى بلاد الحب. أنا الآن ذاهب في رحلة البحث عن الحب”.
كحال بقية سكان المعسكر، لم يكن مصطفى يخمن أين سينتهي به الأمر.
وقف الجميع في أربعة صفوف، استعدادا لتوزيعهم على مراكز اللجوء.
“أريد أن أندمج في المجتمع الفرنسي”، يقول مصطفى، ويعبر عن ثقته بأن فرنسا سوف تمنحه الأمان، ويقول “الناس يسيئون فهمنا، نحن لسنا لاجئين اقتصاديين، نحن هربنا من العنف في بلادنا”.
مدارس سرية “لمتطرفين صغار في بريطانيا”
وفي صحيفة التايمز تكتب هيلين رمبيلو عن مشروع بريطاني جديد لمكافحة التطرف.
كانت البداية أن الطالب علي ذا الثلاثة عشر ربيعا ، من أصول باكستانية ، رسم بندقية في دفتره، ورآه المدرس.
حين سأله عن سبب رسمه للبندقية قال إنه يريد ان يلتحق بتنظيم الدولة الإسلامية.
استدعت إدارة المدرسة والدة علي وأبلغتها بالموضوع، فقالت إنها ستتحدث إليه وتطلب منه أن لا يفعل ذلك مرة أخرى، لكن كانت للمدرسة تصورات أخرى.
هناك برنامج تابع لوزراة الداخلية البريطانية يهدف إلى إعادة تأهيل الطلاب الذين يظهرون ميولا متطرفة، سواء كان التطرف دينيا أو “نازيا”.
أحيل علي إلى هذا البرنامج.
يتضح من التقرير المنشور في صحيفة التايمز أن علي كان يعيش وسط ظروف عائلية صعبة، حيث كان والده يعتدي على والدته بالضرب أمام أولادها.
كذلك كان يتعرض للابتزاز والترويع من فتى أكبر منه في المدرسة.
كل هذا جعله يفكر بحاجته للقوة والانتقام، وهكذا بدأت الأفكار المتطرفة تتسلل إلى شخصيته، وبدأ يقضي أوقاتا على الإنترنت.
بعد فترة زمنية من انضواء علي في هذا البرنامج، أصبح تفكيره إيجابيا، بعد أن نجح البرنامج في تحريره من الخوف، في البيت والمدرسة، ووضعه في أوساط اجتماعية نمت ثقته بنفسه وبمستقبل أفضل، بعيدا عن الأفكار المتطرفة.
يتضح من التقرير أن هذا البرنامج يعمل في أكثر من بلدية في بريطانيا، بتمويل من وزارة الداخلية، وبمشاركة أخصائيين اجتماعيين ونشطاء، وينجح في تحويل مسار الفتيان الذين يبدون مؤشرات أولية للتطرف.