قرار اليونسكو.. انتصار فلسطيني أم حبر على ورق


بعد أن صوت المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو”  لصالح مشروع قرار عربي يؤكد أن المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف، موقع إسلامي مقدس ومخصص لعبادة المسلمين، دعا وزير الزراعة الإسرائيلي أوري إرائيل، إلى تكثيف الوجود اليهودى في الأقصى والإطاحة بالمشروع الذي تم إقراره من قبل اليونسكو.

فمنذ ظهور نتيجة التصويت بـ 24 دولة لصالح القرار مقابل معارضة 6 دول فقط وامتناع 26 عن التصويت وتغيب ممثلي دولتين، اشتعلت موجة من الغضب أوضحت عدم وجود أي نية للسلطات الإسرائيلية لاحترام تصويت اليونسكو الذي طالب إسرائيل بوقف الانتهاكات بحق المسجد، والعودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما قبل عام 1967.

غضب إسرائيلي

وصرح ناتان ديامنت مدير السياسة العامة في الإتحاد الأرثوذكسي، أن قرار اليونسكو منحاز بشكل واضح، ويحاول محو العلاقة التاريخية لليهود بالقدس، التي أطلق عليها ديامنت: “العاصمة الأبدية لإسرائيل”.

وفي تعليق أخر ينم عن عدم احترام القرار نشر مركز الشؤون الإسرائيلية واليهودية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “1,900 عاما قبل اليونسكو، صلى اليهود وبكوا على دمار هيكلنا، لن يتم تحديد ذاكرتنا بتصويت اليونسكو”.

وأضافت في تغريدة آخرى “إنكار الجذور اليهودية معناه محو الكتاب المقدس المسيحي أيضا. إلى كم ديانة أساءت اليونسكو اليوم؟”

أما عن اللجنة اليهودية الأمريكية فقالت إن القرار هو حالة من “التحريف التاريخي الصارخ”، وأثنى مدير اللجنة  ديفيد هاريس على الدول الستة التي صوتت ضد القرار (إستونيا، ألمانيا، ليتوانيا، هولندا، بريطانيا والولايات المتحدة) ، وقال أن القرار محاولة أخرى لتقويض الأسس التي تقوم عليها دولة إسرائيل والعلاقة اليهودية الموثقة والتاريخية بالأرض”.

ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو انتقادات إلى المنظمة قائلا أن القرار ينكر علاقة إسرائيل بجبل الهيكل.

 وأوضح ان “قول أنه لا توجد علاقة لإسرائيل بجبل الهيكل وحائط المبكى هو كقول إن الصينيين لا علاقة لهم بسور الصين، وأن المصريين لا علاقة لهم بالأهرامات”.

وأغفلت تصريحات نتنياهو تأكيد القرار الجديد على أهمية مدينة القدس القديمة وأسوارها للديانات السماوية الثلاث.

الدول الأوروبية تقف على الحياد

ولم تؤيد أي دولة أوروبية القرار الفلسطيني، حيث انتقلت فرنسا والسويد وسلوفينا إضافة لبعض الدول الآخرى مثل الهند والأرجنتين وتوغو، من موقف المؤيد إلى الممتنع عن التصويت، فيما غاب ممثلو جمهوريتي تركمنستان وصربيا.

“حيث واجهت فرنسا انتقادات حادة من إسرائيل والطائفة اليهودية لدعمها قرار اليونسكو في إبريل الماضي الذي اعتمد مصطلح المسجد الأقصى ورفض مصطلح “جبل الهيكل

وأدى هذا التأييد إلى محادثة متوترة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، تعهد خلالها الأخير بعدم تكرار التأييد لقضايا من هذا القبيل.

وفي الأسابيع الأخيرة عمل “كرمل  شاما” سفير إسرائيل على إقناع أكبر عدد من الدول بمعارضة القرار أو على الأقل الامتناع عن التصويت.

وصوت لصالح القرار الفلسطيني كل من البرازيل، الصين، مصر، جنوب أفريقيا، بنغلادش، فيتنام، روسيا، إيران، لبنان، ماليزيا، المغرب، ماوريتسيوس ، المكسيك، موزنبيق، نيكاراغوا، نيجيريا، عمان، باكستان، قطر، جمهورية الدومينيكان، السنغال، السودان.

ترحيب بالقرار الأممي وتخوف من عدم الجدية

وقد نشرت كل من حركتي “فتح” و”حماس”، بيانات منفصلة ترحب بالقرار الأممي.

فقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان صحفي، أن نفي اليونسكو وجود علاقة لليهود في المسجد الأقصى، خطوة في الاتجاه الصحيح، يجب أن تتبعها خطوات أخرى من كافة المؤسسات الدولية لدعم وتثبيت كامل حقوق شعبنا”.

فيما وصفت حركة التحرير الوطني “فتح”، في بيانها أن القرار “انتصار للشعب الفلسطيني”.

وقال الناطق باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، في البيان، إن أهمية القرار تكمن في مضمونه، والذي ينفي بصراحة مطلقة أي علاقة تاريخية لليهود في القدس بأكملها، وفي المسجد الأقصى على وجه الخصوص”.

وقد أثارت هذه التصريحات بوادر أمل في التقارب بين الحركتين بعد محاولات عديدة لرأب الصدع بينهما.

وبعد الترحيب الفلسطيني بالقرار قال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني أن هذه القرارات قد تبقى حبرا على ورق إذا لم تجد مساحة للتنفيذ، خاصة أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية، وتمعن في استباحتها للمدينة المقدسة وأهلها ومسجدها المبارك”

وشدد على ضرورة “إلزام  إسرائيل بكافة القرارات، وإلزامها بعدم تغيير الأوضاع على الأرض في القدس وفلسطين بشكل عام، خاصة أنها تمعن بتهويد المدينة المقدسة في محاولة منها بتثبيت التقسيم الزماني والمكاني للقدس، بأدواتها الإرهابية المختلفة”.

Author: fouad khcheich

Share This Post On

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Top

Pin It on Pinterest

Share This

مشاركة

شارك هذا المقال مع صديق!