غابت الشمس عن حلب معلنة عن بدء اليوم الرابع من الهدنة، التي تعتبر الأنجح منذ بداية الأزمة السورية رغم الخروقات اليومية المسجلة على عدة محاور في المدينة.
وشهدت المدينة خلال الـ 72 ساعة الأخيرة هدوء حذرا خرقته أصوات القذائف وطلقات القنص على بعض خطوط التماس القريبة في المدينة بعد انقضاء آب الأكثر دموية منذ دخول المسلحين المعارضين إلى أحيائها في تموز عام 2012.
وفي حين بقيت معظم أحياء مركز المدينة وشمالها بمأمن من قذائف الهاون وأسطوانات الغاز والصواريخ محلية الصنع شهدت المنطقة الشمالية في محور الكاستيلو والفاميلي هاوس قصفاً بقذائف الهاون إضافة إلى محور الكليات في جنوب المدينة.
كما تم تسجيل أعمال قنص في مناطق الراموسة ومشروع الـ 1070 شقة في جنوب المدينة أودت بحياة أربعة وأصابت خمسة أشخاص آخرين بجروح.
وتواصلت عمليات القنص أيضاً جنوب مركز المدينة في حي المشارقة الذي شهد مقتل مدني وإصابة طفل آخر بجروح بنيران أطلقت من حي بستان القصر المواجه.
أما المدينة القديمة فقد كان لها النصيب الأكبر في اليومين الأولين من الهدنة من أسطوانات الغاز والعبوات المتفجرة في كل من مناطق عوجة الكيالي وبوابة القصب والتلل إضافة إلى باب الفرج مصدر معظمها ساحة التنانير الواقعة تحت سيطرة المسلحين.
ورغم الخروقات المذكورة فإن التهدئة الحالية تعتبر الأقل خرقاً مقارنة بسابقاتها مع تسجيل انخفاض كبير في عدد الوفيات والجرحى في صفوف المدنيين.
واعتبر الباحث والمحلل السياسي من حلب الدكتور كمال الجفا أن “سبب عدم تصعيد المسلحين واستغلال الهدنة لتنفيذ هجمات مفاجئة كما جرت العادة سابقاً يعود إلى جملة من العوامل أهمها الخسائر في العديد والعتاد التي منيت بها المجموعات المسلحة في حلب خلال المعركتين الأخيرتين (الكاستيلو 47 يوماً والكليات 33 يوماً) إضافة إلى انضمام أعداد كبيرة من مسلحي المجموعات المرتبطة بتركيا لعملية درع الفرات”.
وأضاف الجفا في تصريحه لمراسل آر تي ار “الاستنزاف في البيئة الحاضنة للمجموعات المسلحة التي اعتادت تنفيذ الهجمات سابقاً خلال اتفاقات التهدئة في ريف إدلب شكل عامل ضغط آخر على جبهة النصرة وحلفائها”.
حلب2
في سياق متصل أتم الجيش السوري الانسحاب وفق الاتفاق الروسي الأمريكي من نقاطه المشرفة على طريق الكاستيلو محور حلب الشمالي إلى مراكز خلفية تبعد ما يقارب 2.5 كم عن الطريق الرئيسي تمهيداً لإدخال المساعدات إلى أحياء حلب الشرقية.
في حين أكدت مصادر ميدانية عدم التزام الفصائل المسلحة في الأحياء الشرقية بمضمون الاتفاق من جهة الإبقاء على تواجدها على امتداد المحور المذكور باتجاه الأحياء المحاصرة.
سركيس قصارجيان